الصين.. أكبر الرابحين في سوريا


لم تبذل الصين أي مجهود يذكر دفاعاً عن النظام السوري، سوى رفع مندوبها في مجلس الأمن ليده برفقة زميله الروسي، اعتراضاً على كل القرارات ضد نظام الأسد، وعدا عن ذلك فهي لم ترسل جيشاً للدفاع عنه، ولم تقدم دعماً مادياً له، ولم يصبح رئيسها "أبو علي" ولا "أبو حسين" بنظر الموالين.. ومع ذلك، فهي اليوم تحصد الحصة الأكبر من سوريا من بين كل المتصارعين على أرضها، وأكثر من روسيا وإيران والولايات المتحدة الأمريكية وتركيا.. فكيف حدث ذلك؟
 
أعلن النظام السوري قبل عدة أيام أنه وقع اتفاقاً رسمياً مع الصين، من أجل إدخال سوريا ضمن مشروع الحزام والطريق، وهذا المشروع لمن لا يعلم، كانت قد أطلقته الصين في عام 2013، وهو مشروع بنية تحتية ضخم يهدف إلى توسيع روابط الصين التجارية من خلال بناء الموانئ والسكك الحديدية والمطارات والمجمعات الصناعية، وتوسيع نطاق نفوذها السياسي في العالم.
 
وهو أيضاً مشروع تقوم الصين من خلاله بتقديم معونات للدول النامية، على شكل قروض، وفي حال عجز تلك الدول عن السداد، تقوم الصين بالاستحواذ على نسبة كبيرة من تلك المشاريع، وتصبح ملكية خاصة بها على أراضي الدول الأخرى.

وبناء على الاتفاق الموقع بين الحكومة الصينية والنظام السوري، فإنه سيتم إنشاء مشاريع سكك حديدية، بين الحدود العراقية وطرطوس، وطرق دولية سريعة وإنشاء محطات توليد كهرباء، بالإضافة إلى تطوير الموانئ السورية، وكل ذلك سوف تقوم الصين بتمويله، على أن تسدد سوريا جزءاً كبيراً من تكاليفه ضمن فترة زمنية محددة.
 
وكشفت صحيفة النهار اللبنانية أن الرئيس الصيني وعد باستثمار مبلغ 20 مليار دولار في كل من سوريا والأردن ولبنان، لإعادة إعمار البنى التحتية، ما يعني بأن حصة سوريا سوف تكون الأكبر، ويقدرها مراقبون بنحو 9 مليارات دولار.
 
وأعربت الصين عن اهتمامها بالموانئ السورية، لكنها أشارت إلى أنها لن تزاحم روسيا على مرفأ طرطوس، بل سوف تعمل على تطوير مرفأ اللاذقية، عبر شركة "شاينا هاربور إنجنيرينغ" التي تعمل حالياً على توسيع ميناء طرابلس في لبنان.

كما كشفت صحيفة النهار، عن استثمار الصين لمبلغ 2 مليار دولار في عمليات استكشاف النفط والغاز في سوريا، في العام 2019، في معلومات لم يتم الإعلان عنها سابقاً من قبل النظام السوري، كما أكدت الصحيفة أن هذا الاستثمار كان أحد شروط الصين للموافقة على إدخال سوريا في مشروع الحزام والطريق، من أجل تمويل مشاريعها داخل البلد.

هذا يشير إلى أن سوريا سوف تصبح مدينة للصين بمليارات الدولارات، وفي حال عجزت عن السداد، سوف تتنازل عن أصول المشاريع المنفذة أو جزء كبير منها، للصين، بناء على تجارب العديد من الدول التي دخلت سابقاً في مشروع الحزام والطريق، مثل كينيا التي تنازلت عن المرفأ للصين، بعدما عجزت عن سداد ديونها البالغة 6 مليار دولار، وسيريلانكا التي تنازلت كذلك عن أحد أبرز موانئها البحرية بسبب عجزها عن سداد الديون.

ترك تعليق

التعليق