لماذا تدفع روسيا النظام السوري، اقتصادياً، إلى القرم؟


عزا خبير مختص بالشأن الروسي زيارة وفد من النظام السوري إلى جهورية القرم، وإعلان الأخيرة عن استعدادها لتزويد سوريا بالقمح، إلى محاولات موسكو الهادفة لتوسيع الاعتراف الدولي بقرارها ضم القرم لأراضيها.

وأوضح الأكاديمي والباحث محمود الحمزة، في حديث خاص لـ"اقتصاد" أن موسكو تريد دفع الدول من خلال الاتفاقات التي يتم دفع النظام لعقدها مع القرم، إلى إقامة علاقات اقتصادية مع الأخيرة، وهو ما قد يساعد موسكو على توسيع قائمة الدول التي تعترف بضم روسيا لشبه الجزيرة.

وكان رئيس جمهورية القرم سيرغي أكسيونوف، قد أعلن عن استعداد بلاده، لتزويد النظام السوري بالقمح، وذلك في ختام زيارة لوفد من حكومة النظام استهدفت تعزيز العلاقات الاقتصادية.

وقال أكسيونوف، إن "سوريا على استعداد لشراء ما يصل إلى مليوني طن من القمح سنوياً"، مؤكداً أنّ الجانبين ناقشا أيضاً قائمة المنتجات التي يتم إنتاجها في شبه الجزيرة، والتي يمكن توريدها إلى سوريا.

وأضاف أن بلاده تعمل على مدّ جسر جوي مع سوريا عبر مدن سوتشي وأنابا الروسيتين، ويريفان عاصمة أرمينيا، مشدداً على استعداد شركات بلاده لتطوير العلاقات مع الجانب السوري، مضيفاً: "نحن نمضي قدماً معاً، وننفّذ برنامجاً لتطوير الشراكة التجارية بين سوريا والقرم ولاسيما شراكة الشحن".

وحسب حمزة، فإن موسكو تحاول من خلال النظام السوري جذب الأنظار الدولية للقرم، وفرض سياسة الأمر الواقع.

وتابع الخبير بالشأن الروسي، بأن جمهورية القرم تفتقر للاستثمارات الأجنبية، وتحتاج إلى مليارات الدولارات من أجل التنمية، مشيراً في هذا السياق إلى توافد عدد كبير من أصحاب رؤوس الأموال اليهود إلى شبه الجزيرة.

وحسب تقارير روسية، فإن دعم شبه الجزيرة كلّف الخزينة الروسية أكثر من 1.5 تريلون روبل روسية، حيث بات من الواضح أن القرم تثقل كاهل الاقتصاد الروسي.

وتعاني القرم من شح المياه العذبة ومياه الري، وخصوصاً في العامين الماضيين، نتيجة موجة الجفاف التي تضرب المنطقة، ما يثير تساؤلات عن قدرة شبه الجزيرة على تزويد النظام السوري بالقمح.

وحول ذلك، يؤكد حمزة أن القرم غير قادرة على تزويد النظام بالقمح، ويوضح أن "القمح مصدره روسيا".

كذلك يقلل الخبير بالشأن الروسي من أهمية الاتفاقيات التي يعقدها النظام السوري مع القرم، ويوضح أن القرم كما نظام الأسد تتعرض لعقوبات أمريكية وأوروبية، وهو ما يحد من قدرتها على تقديم العون الاقتصادي للنظام السوري.

وكان النظام السوري قد اعترف بانضمام القرم إلى روسيا في العام 2016، بإيعاز روسي، ومن ثم أجرى رئيس القرم سيرغي أوكسيونوف، زيارة إلى سوريا في تشرين الأول عام 2018.

ترك تعليق

التعليق