أسعار الفواكه والخضار تحلّق في الأسواق التركية وتخيّم على حياة اللاجئين السوريين


يشكو اللاجئون السوريون في تركيا من الغلاء الفاحش الذي بات يخيم على الأسواق، كحال غيرهم من أبناء البلاد، وهو غلاء طال معظم المواد الضرورية، إذ ارتفعت أسعار المواد الغذائية والخضروات إلى أكثر من ثلاثة أضعاف خلال ثلاثة أشهر بعد تدهور سعر صرف الليرة التركية مقابل الدولار نتيجة الجهود التي تبذلها الحكومة في تخفيض سعر الفائدة.

 وقال مكتب الإحصاءات التركي إن أسعار السلع الاستهلاكية ارتفعت بنسبة 36,1 في المئة الشهر الماضي مقارنة بالفترة نفسها من 2020، وهذا الرقم هو الأعلى منذ تشرين الأول/أكتوبر 2002 عندما بلغ التضخم 33,45 في المئة قبل وصول حزب الرئيس رجب طيب أردوغان للسلطة، وهو أيضاً أعلى بسبع مرات من الهدف الأساسي للحكومة. وبهذا يبلغ التضخم بسبب انهيار الليرة التركية أمام الدولار الأمريكي مستويات غير مسبوقة منذ الأزمة الاقتصادية الخانقة التي شهدتها تركيا عام 2001.

وأفاد الناشط "هيثم حلواني" لـ "اقتصاد"، من خلال جولة ميدانية له في اسطنبول، أن سعر الباذنجان بعد موجة الغلاء بات يساوي 20 ليرة تركية أي بسعر فاكهة الكيوي التي كانت توصف بالغالية. وارتفع سعر كيلو البطاطا إلى 5 ليرات وأكثر بعدما كان لا يتجاوز 1.5. أما الخيار والفليفلة فتجاوزت أسعارهما الـ 30 ليرة تركية بعدما كانت لا تتجاوز 10 ليرات. وحلقت أسعار الكوسا عالياً لتصل إلى 20 ليرة تركية وكانت في السابق لا تتجاوز 6 ليرات.



 وبحسب المصدر فإن عائلة مكونة من أربعة أشخاص، إذا أرادت تحضير طبخة محاشي على سبيل المثال، فهي تحتاج 4 كيلو من الباذنجان والكوسا وعصير الطماطم والأرز والغاز، أي تحتاج 110 ليرات تركية لوجبة يوم واحد، أضف إلى ذلك ارتفاع سعر ليتر الزيت الواحد الذي كان يساوي 11 ليرة على سبيل المثال، بينما الٱن اللتر الواحد يساوي 28 ليرة تركية، وإذا كان في البيت كل يوم طبخة لوجبة واحدة، فإن العائلة الصغيرة تحتاج لمبلغ 3300 ليرة تركية شهرياً. هذا فيما يخص حال المواطنين الذين لديهم رواتب.

 ولفت حلواني إلى أن الأمر بالنسبة للأجانب واللاجئين أكثر صعوبة ومرارة فوجبة الطعام الواحدة تصل تكلفتها إلى حوالي 3300 ليرة تركية شهرياً، وإيجار المنزل 1000 ليرة وفواتير ماء وكهرباء وانترنت بأكثر من 700 ليرة تركية.



وكان اتحاد نقابات العمال التركي قد أعلن عن حد الفقر لعام 2022 بما يساوي 3809 ليرة تركية بينما الحد الأدنى للأجور هو 4250 ليرة تركية.

وتزامناً مع حملات الغلاء غير المسبوقة في تركيا بدأت سلاسل المتاجر الكبرى -كما يقول المصدر- ببيع الخضروات والفواكه بالحبة الواحدة ولكل منها سعر كنوع من الترغيب للزبائن بعد إحجام الكثيرين عن الشراء بالكيلو. فحبة البندورة بـ 3.47 ليرة تركية، وحبة الباذنجان بـ 4.08 ليرة تركية، وحبة الفليفلة بـ 1.72 ليرة تركية، وحبة الخيار بـ 4.40 ليرة تركية، كما هو مبين بالبراكود الواضح في الصور المرفقة.


وعبّر محدثنا عن اعتقاده أن من واجب الحكومة التركية مراقبة الأسعار ودعم المواد الغذائية والأساسية للمواطن بدلاً من تركها تبعاً لتغيرات وتقلبات السوق حتى يستقر الوضع الاقتصادي للمواطن الذي يعاني الأمرين في سبيل تحصيل لقمة العيش، حسب وصفه.

ترك تعليق

التعليق