تقرير يرصد أجور المقاتلين السوريين المزمع إرسالهم إلى أوكرانيا


قال مقاتل سابق في صفوف قوات النظام السوري، إنه تلقى عرضاً للقتال لصالح روسيا، في الخطوط الأمامية بأوكرانيا، بأجر قدره 7000 دولار أمريكي. وتلقى عرضاً بنصف هذا المبلغ للعمل في الخطوط الخلفية.

جاء ذلك في تقرير نشرته "بي بي سي"، رصد أجور بعض المقاتلين السوريين في الحرب الروسية بأوكرانيا.

وكانت موسكو قد أعلنت قبل حوالي أسبوعين أن نحو 16 ألف مقاتل من الشرق الأوسط قد تطوعوا للقتال إلى جانب الجيش الروسي في أوكرانيا.

ولم تكشف "بي بي سي"، عن الاسم الحقيقي للمقاتل الذي تحدث إليها، أو اسم مدينته، وذلك من أجل سلامته، وفق وصف التقرير، الذي اختار اسماً مستعاراً، للمقاتل، "حسن"، وقال إنه يعيش مع زوجته وثلاثة من أطفاله في إحدى المدن السورية الواقعة تحت سيطرة نظام الأسد.

قال "حسن"، إنه لا يتفق مع أهداف الحرب، فـ "روسيا ترتكب مجزرة في أوكرانيا". لكنه أضاف أنها "تستغل فقر السوريين الذين لا يجدون ما يسد رمقهم فتعطيهم قدراً صغيراً من المال من أجل القتال إلى جانبها والموت في سبيلها".

كان المال هو الدافع الرئيسي لتطوعه، إذ مُنح 7000 دولار من أجل القتال في الخطوط الأمامية ونصف هذا المبلغ للعمل في الخطوط الخلفية.

وتمكنت بي بي سي من العثور على عدد من المجموعات الخاصة في فيسبوك والصفحات الإلكترونية التي تروّج للتطوع من أجل القتال إلى جانب القوات الروسية في أوكرانيا. ولواحدة من هذه المجموعات أكثر من 20 ألف متابع.

وجاء في أحد المنشورات: "نحن ثلة من الشباب الذين خدموا في الجيش، وحصلنا على عقد للقتال في صفوف الفرقة الخامسة. نرجو من أي عضو من أعضاء هذه المجموعة أن يساعدنا في التوجه إلى روسيا".

كما جاء في منشور آخر أن المتطوعين سيستلمون مبلغاً قدره 1500 يورو (1600 دولار أمريكي) شهرياً. وجاء في المداخلة أيضاً أن "الحكومة الروسية ستتكفل بتحمل كل النفقات من مأكل وملبس، وإذا أصيب المتطوع في القتال سيمنح تعويضاً كبيراً". كما جاء في المداخلة أن الروس سيمنحون المتطوعين مكافأة تبلغ قيمتها 50 ألف يورو (55 ألف دولار) عندما تضع الحرب أوزارها كتعبير عن الشكر.

وقال أحد السوريين في مداخلة أخرى: "بالنسبة لي، قد أُقتل، ولكن الأمر الأكثر أهمية بالنسبة لي هو توفير المال لولدي وزوجتي. سيكون الأمر مشابهاً لما جرى في ليبيا، إذ سنتقاضى المال ونسافر ونموت في بلد ليس بلدنا ولكن ستكون لنا قبور في نهاية المطاف".

قال "حسن" لـ "بي بي سي" إن "المال الموعود هو الذي يدفع السوريين إلى التطوع للقتال"، وأضاف "هناك أعداد كبيرة تتقدم للتطوع. وأعرف شخصياً 200 على الأقل تقدموا بطلبات للتطوع".

تحدثت "بي بي سي نيوز عربي" مع شخص على منصة فيسبوك يقول إنه يجند الشباب للقتال إلى جانب القوات الروسية. ويضيف: "إن التجنيد للحرب الأوكرانية مشابه تماماً للتجنيد للقتال في ليبيا، فهناك ممثلون في المناطق المختلفة. وللمتطوع الحق في تغيير رأيه بعد التقدم. لن يجبرك أحد على الذهاب".

ويقول "حسن": "إن 80 في المئة من المتطوعين إنما يتطوعون من أجل لقمة العيش".

ويضيف: "لقد تسببت الحرب في أوكرانيا في رفع أسعار الوقود والمأكل والمشرب وكل شيء (في سوريا)".

وقالت "بي بي سي"، إنها لا تستطيع التأكد من فرضية توجه أي مقاتل سوري إلى أوكرانيا حتى الآن.

وقال "حسن" إنه وغيره إنما يتوجهون للقتال من أجل المال وليس لدواع إيديولوجية.

ويقول: "روسيا ليست مستعدة لخسارة جنودها، طالما هناك من يرغب في القتال مقابل المال".

ويضيف أن المتطوعين الذين تقبل طلباتهم يخضعون للتدريب في قاعدة حميميم القريبة من اللاذقية قبل نقلهم جواً إلى روسيا.

وتقول روسيا إن 1351 من جنودها قتلوا في الحرب، بينما تقول الولايات المتحدة إن عدد القتلى الروس قد ناهز 7000.

وتقدّر لجنة الانقاذ الدولية بأن 60 في المئة من السوريين - أي نحو 12 مليون نسمة - يعانون من الجوع ويواجهون صعوبات في توفير قوتهم وقوت أسرهم.

لا تريد أسرة "حسن" أن يذهب إلى أوكرانيا، ولكن في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة في البلاد، يقول إنه لا يملك خياراً آخر. ويقول "علي الذهاب من أجل المال. من المرجح أن يموت 90 في المئة من المتطوعين في هذه الحرب".

ترك تعليق

التعليق