السوريون يمضون عيدهم على قارعة الترقب والانتظار


أبى النظام السوري إلا أن يعكر صفو السوريين بقدوم عيد الفطر السعيد، من خلال إصدار مرسوم العفو، الذي جعلهم يستنفرون في شوارع دمشق منذ اليوم الأول للعيد، بانتظار أبنائهم المعتقلين، بحثاً عن أمل ولو بصيص بعودتهم إلى بيوتهم، مع أن الكثير من الأهالي كانوا قد تلقوا سابقاً أخباراً تفيد بقتل أبنائهم تحت التعذيب.

وأكدت العديد من المصادر المحلية في درعا، بأنه ما من قرية في المحافظة، إلا وفيها عشرات بل مئات المعتقلين والمفقودين في سجون النظام منذ أكثر من عشر سنوات، وهو ما دفع آلاف الأهالي ومنذ أول أيام العيد للسفر إلى دمشق لاستقبال أبنائهم المعتقلين، بينما من بقي في القرى، لم يكن أقل انتظاراً، فهم الآخرون أمضوا العيد على أحر من الجمر يترقبون عودة الأهالي برفقة مُعتَقليهم.

وأشارت المصادر ذاتها، إلى أن الناس لم تحتفل بهذا العيد على الإطلاق، ولم يمارسوا أي طقس من طقوسه، كالتزاور وتبادل التهاني على سبيل المثال، حيث أن الكل فكره مشغول ويترقب استقبال أحد أحبابه بعد غياب سنوات طويلة، وعلى أمل أن يكون لازال على قيد الحياة.

وفي سياق متصل، قال مصدر إعلامي من العاصمة دمشق، بأن عدد المعتقلين الذين سيتم الإفراج عنهم يبلغ نحو 30 ألف معتقل، حتى الـ 15 من شهر حزيران القادم، لافتاً وفي تصريح خاص لـ "اقتصاد" بأنه حصل على هذه المعلومة من مصدر أمني رفيع المستوى.

وراى المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، بأن مرسوم العفو أتى بمردود عكسي على النظام، لأنه أعاد فتح جراح السوريين من جديد، مشيراً إلى أن هناك حالة غضب عارمة، ليس في المناطق المحسوبة على المعارضة فحسب، وإنما في المناطق المؤيدة للنظام أيضاً.

وذكر بأنه في هذا العيد لم تنزل الناس إلى الأسواق أو إلى أماكن اللهو والألعاب، لتسلية الأطفال، وهو ما يمكن ملاحظته، حسب قوله، لدى التجوال في شوارع المدن الكبرى، إذ أن الحياة معطلة بشكل شبه تام، لأنه ما من أسرة إلا ولها مفقود أو مغيّب في سجون النظام منذ عدة سنوات.

ونقلت العديد من الصفحات على وسائل التواصل الاجتماعي، صوراً وفيديوهات، لآلاف السوريين، متجمعين تحت جسر "الرئيس" بدمشق، بانتظار ذويهم من المعتقلين والمفقودين، في مشهد يلخص حال السوريين خلال هذا العيد.

ترك تعليق

التعليق