الذهب إلى أين..؟


يثير تراجع أسعار الذهب في الأسواق العالمية الكثير من المخاوف في الأسواق، نظراً لمخالفته لكل توقعات المراقبين والمحللين، الذين أشاروا إلى أن الطلب على المعدن الثمين سوف يزداد، وخصوصاً بعد الحرب الروسية على أوكرانيا، غير أن ما حدث هو العكس حيث بدأت أسعار الذهب بالتراجع بشكل "مخيف"، وسط العديد من إشارات الاستفهام عن واقع المستثمرين الكبار، الذين قاموا خلال عامين من جائحة كورونا، بتحويل قسم كبير من مدخراتهم للذهب.

وتراجعت أسعار الذهب عالمياً منذ مطع آذار الماضي من أكثر من 1950 دولاراً للأونصة إلى 1877 دولاراً قبل نحو عشرة أيام، ثم إلى 1811 دولاراً بالأمس، مع توقعات بهبوطه دون هذا الرقم بكثير مع مطلع الأسبوع القادم، فيما يؤكد الكثير من المحللين الاقتصاديين الدوليين، أن سبب هذا التراجع يعود بالدرجة الأولى لرفع أسعار الفائدة في أمريكا نصف نقطة أساس، وهو ما دفع الكثير من المستثمرين لبيع مدخراتهم من الذهب وإيداعها في البنوك الأمريكية، التي أعلنت كذلك نيتها رفع أسعار الفائدة أكثر من مرة خلال الأشهر القادمة، بهدف ضبط التضخم في البلاد، الذي وصل لأكثر من 8 بالمئة، وذلك لأول مرة منذ أكثر من 30 عاماً.

وتشير العديد من المواقع الاقتصادية العالمية المراقبة لأسواق الذهب، بأن ما يحدث من تراجع كبير في أسعار المعدن الثمين يعود في قسم كبير منه إلى ارتفاع سعر صرف الدولار، فضلاً عن زيادة العرض، لكنها بنفس الوقت تتوقع بأن يعاود الذهب الارتفاع مجدداً، نظراً لأن الحرب الروسية الأوكرانية لم تضع أوزارها، مع صعوبة التنبؤ بتطوراتها ومآلاتها.

وعلى جانب آخر، رأى الكثير من المحللين الاقتصاديين المصريين، بأن أسعار الذهب العالمية ليست مقياساً حقيقياً لتحديد أسعار الذهب في الأسواق المحلية، مشيرين إلى أنه في الوقت الذي تتراجع فيه الأسعار عالمياً، فإنها ترتفع في مصر، وهو ما يدل حسب رأيهم، على أن العرض والطلب هو من يحدد السعر في النهاية.

تجدر الإشارة إلى أنه لم تصدر حتى الآن أية أرقام عن كميات الذهب التي تم بيعها في الأسواق العالمية خلال العشرة أيام الماضية، غير أن الكثير من المراقبين يرون أن روسيا تلعب دوراً كبيراً في شراء هذا الذهب، وذلك ضمن صراعها مع الغرب، الذي تسعى من خلاله لتغيير قواعد الاقتصاد العالمي الذي تهيمن عليه أمريكا حالياً.

ترك تعليق

التعليق