هل يحذف النظام أصفاراً من العملة السورية..؟


يُعتبر الجدل الدائر على وسائل إعلام النظام حول ميزة حذف أصفار من العملة السورية، لمواجهة التضخم، الدخان الذي يسبق النار، إذ تشير الأخبار إلى أن هناك بالفعل توجهاً لدى المصرف المركزي للقيام بهذه العملية في الفترة القادمة، مع توقعات بارتفاع التضخم إلى مستويات كبيرة، جراء الارتفاع العالمي في الأسعار على وقع الحرب الروسية على أوكرانيا.

غير أن حذف أصفار من العملة السورية، يواجه تحديات كثيرة، غير تلك التي يتحدث عنها المحللون الاقتصاديون في وسائل إعلام النظام.. أبرزها، هو تكاليف طباعة العملة الجديدة، بالإضافة إلى صعوبة سحب العملة القديمة من الأسواق، والذي قد يستغرق أشهراً طويلة، ناهيك عن الصعوبات المتعلقة بالمناطق الخارجة عن سيطرة النظام، في شرق الفرات وغربه، حيث لايزال التعامل بالليرة السورية قائماً هناك، لكن في حال طباعة عملة جديدة، فإن ذلك سوف يدفع هذه المناطق، وبالذات في إدلب وشمال غربي سوريا، إلى التخلي عن التعامل بها بشكل نهائي، وهو ما سوف يزيد من الضغوط التضخمية على الليرة، ويدفعها للمزيد من الهبوط.

لكن من جهة ثانية هناك من يرى أن النظام يريد أن يقوم بهذه اللعبة، لضرب السيولة من الليرة السورية الموجودة خارج الحدود، وبالذات في تركيا ومناطق الشمال السوري، والمقدرة بأكثر من 100 مليار ليرة، بحسب ما أكد أحد أصحاب مكاتب تحويل الأموال في مدينة غازي عنتاب التركية لـ "اقتصاد"، والذي أشار أيضاً إلى أن استبدال هذه العملة في حال تغييرها، هو ضرب من المستحيل، وسوف تباع عندها بالكيلو، وليس وفق القيمة الفعلية لها.

وأشار صاحب هذا المكتب، إلى أنه يتم تجميع الليرة السورية في مكاتب تحويل الأموال المتواجدين في تركيا، وأغلبهم من السوريين، ثم يقوم أحد المتعاملين كل شهر تقريباً بشحنها إلى داخل سوريا، بقصد دفعها كتكاليف للتجارة بين مناطق النظام والمعارضة، بالإضافة إلى أن الكثير من المناطق في شمال غربي سوريا وتحديداً في مناطق إدلب، لاتزال تدفع أجور العمال بالليرة السورية والمحال التجارية تستخدم الليرة السورية بشكل أساسي في عمليات البيع والشراء.

إذاً، ليس بغريب أن يعمد النظام فعلاً إلى حذف أصفار من العملة السورية، رغم تحذيرات المحلليين الاقتصاديين، الذين يفكرون بشكل اقتصادي ومنطقي، بينما النظام يفكر بشكل خبيث، ولا يعنيه وضع الاقتصاد السوري، بقدر ما يعنيه إذلال السوريين ومعاقبتهم، لأنهم قاموا بالثورة عليه ولم ينجحوا.

باختصار: هذه هي سياسة المنتصر الممتلئ بالحقد، الذي يريد تدمير شعبه بكافة السبل، تارة عن طريق المخدرات وتارة أخرى عن طريق تفقيره إلى أقصى حد ممكن.

ترك تعليق

التعليق