بشار الأسد.. وسياسة اللف والدوران


لم يقدم رئيس النظام السوري بشار الأسد، إجابة شافية واحدة، في المقابلة التي أجراها أمس مع قناة "روسيا اليوم"، وخصوصاً فيما يتعلق بالوضع الاقتصادي الراهن والقادم، حيث اتسم حديثه، وكما هي العادة، باللف والدوران والقفز على المواضيع، وبصورة تجعل من الصعوبة الإمساك بجملة مفيدة واحدة من كلامه.

ففي حديثه عن الفساد ومكافحته، أشار إلى أن الفساد حالة طبيعية خلال الحرب، واعترف بانتشاره على نطاق واسع في سوريا، ولم يعط للمستمع أي انطباع بإمكانية القضاء عليه إنما ترك الباب مفتوحاً لتأويلات يفهم منها أن على الشعب السوري ألا يرفع سقف توقعاته وطموحه تجاه أي شيء.

وكذلك الأمر خلال حديثه عن الحصار والعقوبات، فهو تارة يحملها أسباب تردي الوضع الاقتصادي في البلد، ثم يتحدث عن الأزمات العالمية بعد كورونا والحرب الروسية على أوكرانيا، بأنها تركت آثاراً سلبية على الاقتصاد السوري والليرة السورية، فلا تعرف من هو المسؤول الفعلي عن تردي الوضع المعيشي في البلد، هل هي العقوبات والحصار أم الأزمات الدولية والوضع العالمي..؟!

ونفس الشيء عند حديثه عن موضوع الكهرباء، فهو وعد بتحسنها خلال العام الجاري، ثم طلب من جهة ثانية بعدم رفع سقف التوقعات والآمال.. وكأنه يقول الشيء ونقيضه.

أما النقطة الأبرز التي تطرق إليها بشار الأسد، وهو عندما سألته المحاورة، عن مصير شعاره الانتخابي "الأمل بالعمل" وأين وصل مشروعه مع هذا الشعار.. إذ قال حرفياً للقناة الروسية: "أنا طرحت الأمل، لأن هناك إحباط، لأنني أرى الإحباط فطرحت الأمل، ولو لم يكن هناك حالات إحباط لما طرحنا هذا الموضوع، ثانياً: بالنسبة لهذا الشعار هو ليس شعاراً، هو عنوان لحلّ، وليس حلاً، فلا نستطيع أن نأتي بالأمل من خلال الانتظار، إذا كنا نبحث عن أمل وهذا شيء طبيعي لأي إنسان أن يبحث عن أمل عندما يكون هناك معاناة، هو أن يكون هناك إنتاج، هل لدينا أدوات للإنتاج؟ طبعاً لدينا أدوات، ولو لم يكن لدينا أدوات لما استمرت الدولة، الطبابة في سورية ما زالت مجانية بالرغم من تراجع الخدمات، التعليم مازال مجانياً بالرغم من تراجع مستوى التعليم بسبب الظروف، الدعم مازال موجوداً بالرغم من تراجع نسبة هذا الدعم، كل هذه الخدمات الأساسية مازالت موجودة، لم تغيّر بسياساتنا، هل هناك منشآت جديدة تنمو أو تُنشَأ أو تُؤسَس خلال الحرب؟ طبعاً هناك، هناك أشخاص يحبون وطنهم، ويغامرون في ظل هذه الظروف التي لا تناسب الاستثمار".

من يقرأ الكلام السابق، يشعر أنه أمام شخص منفصل عن الواقع وليس لديه ما يقوله، سوى مجموعة من الأوهام و"الخربطات" الفلسفية والكلامية، التي لا رابط منطقي بينها والتي لا يمكن أن تحصل منها على فكرة مفيدة واحدة.. وهو ما يعطي انطباعاً كافياً، أنه لا يمكن لهذا الشخص أن يكون هو من يقود هذه البلد..

ترك تعليق

التعليق