النفط الإيراني يتدفق إلى سوريا.. ما المقابل؟!


وفقاً لتصريحات مسؤولي النظام، فإنه منذ نحو أسبوع، وناقلات النفط الإيرانية تصل تباعاً إلى مصب بانياس النفطي، مشيرين إلى تفريغ مئات آلاف البراميل، التي راحت تنطلق بسرعة إلى مصفاة بانياس، ومنها إلى محطات الوقود في المحافظات.

وبحسب إيحاءات المسؤولين فإن النفط الإيراني سوف يستمر بالقدوم وبكميات كبيرة، وبما يغطي حاجة سوريا بالكامل، البالغة نحو 3 ملايين برميل شهرياً، هذا عدا عن ناقلات الغاز التي بدأت بالوصول إلى الموانئ السورية ما يبشر بحل مشكلة الغاز المنزلي والتجاري والصناعي بشكل كامل في البلد.

ويرجع المسؤولون هذه الانفراجة في التوريدات النفطية، إلى أنها تأتي بعد زيارة رئيس النظام السوري بشار الأسد إلى إيران في 8 أيار الماضي، والتي جرى الاتفاق خلالها على إعادة تزويد سوريا بالمشتقات النفطية، إلى ما كان عليه قبل العام 2019، عندما كانت إيران تغطي تقريباً كافة احتياجات البلاد من النفط.

وحتى الآن لم يتم الكشف عن الثمن الذي قدمه بشار الأسد لإيران مقابل عودة تدفق النفط، فيما يشير مراقبون إلى أن الثمن كبير جداً ولا يتعلق هذه المرة ببعض الاستحواذات الاقتصادية أو بعض المزايا الاجتماعية والثقافية، وإنما يتعلق بمواجهة مرتقبة مع إسرائيل، سوف يكون مسرحها بالدرجة الأولى على الأراضي السورية.

ويرى الناشط والمحلل السياسي السوري، عادل قطف، أن الأجواء العامة والتحركات العسكرية على الأرض في المنطقة الجنوبية، تشير إلى أن هناك أعمالاً عسكرية يجري الإعداد لها من قبل إيران، وبالذات بعد فشل التوصل لاتفاق نووي مع الدول الكبرى، حيث تسعى طهران للضغط على هذه الدول، عبر بوابة المواجهة مع إسرائيل، من أجل توقيع هذا الاتفاق.

وبيّن قطف في حديث مع "اقتصاد" أنه تم إنشاء عشرات النقاط العسكرية للميليشيات التابعة لإيران، على طول الحدود الجنوبية، سواء مع الأردن أو مع الكيان الإسرائيلي، لافتاً إلى أن المعطيات تشير إلى أن المواجهة سوف تنطلق بداية من لبنان عبر حزب الله، ثم سوف تمتد إلى الأراضي السورية وفق ما يؤكد العديد من المحللين السياسيين في لبنان.

وأكد قطف أن عودة تدفق النفط الإيراني إلى سوريا، ما هو إلا محاولة لشراء الموقف الشعبي السوري في الداخل الذي بات في أغلبه معادياً للوجود الإيراني، مشيراً إلى أن هناك تركيز غير طبيعي في وسائل الإعلام على دور إيران في حل مشكلة المحروقات في سوريا، والقول بأن بالأوضاع سوف تعود بفضلها للانفراج كما كانت في السابق قبل العام 2019.

ترك تعليق

التعليق