ما سبب ارتفاع أسعار المتة وشحها في الأسواق السورية..؟


تشكو الأسواق السورية من ارتفاع أسعار مادة المتة إلى أكثر من 4300 ليرة للعلبة 250 غرام، بالإضافة إلى ندرتها في الأسواق، ما خلق سوقاً سوداء لها، باتت تباع فيه العلبة بنحو 6 آلاف ليرة.

من جهتها، عبّرت وزارة التجارة الداخلية التابعة للنظام، عن استغرابها لشح هذه المادة في الأسواق في الأشهر الستة الماضية، على الرغم من وجود ثلاثة مستوردين لها، لا يزالون يوردون ذات الكميات إلى سوريا دون أي تخفيض، نافية في الوقت نفسه إمكانية بيعها على البطاقة الذكية في المرحلة الراهنة، كما يطالب مستهلكو المتة.

وأشار متابعون إلى أن تجار المتة المعبأة في سوريا، لا يطرحون إلا جزءاً بسيطاً منها في السوق المحلية، والباقي يتم تصديره أو تهريبه إلى تركيا وأوروبا، حيث يبلغ سعر العلبة هناك ثلاثة أضعاف سعرها في السوق السورية.

ولفت معلقون إلى أن سعر علبة المتة من نوعية "خارطة" و"بيبورين"، تباع في الأسواق الأوروبية بنحو ثلاثة دولارات للعلبة، وهو ما يعادل تقريباً ثلاثة أضعاف سعرها في سوريا، مشيرين إلى أن المتة المعبأة في سوريا، متوفرة بكثرة لدى تجار البضائع السورية، وبالكميات التي يريدها المستهلك.

كما أشار معلقون آخرون، إلى توفر المتة المعبأة في سوريا، في جميع البلدان العربية والأجنبية التي يتواجد فيها السوريون، ومنها تركيا ومصر والأردن والسودان وغيرها، وتباع تقريباً بضعف السعر الذي تباع به في سوريا.

توافر المتة "السورية" في الأسواق العربية والأوروبية، من وجهة نظر هؤلاء المعلقين، هو ما يجب أن يتم طرح التساؤلات حوله وأن تجيب عنه الجهات المعنية: هل خرجت من سوريا بشكل نظامي، أي تصديراً..؟ أم أنها تصل إلى هذه الأسواق بطرق مختلفة، عن طريق لبنان أو تركيا مثلاً..؟! ومن جهة ثانية، هل يحق لمستورد مادة معينة أن يعيد تصديرها إلى دول أخرى..؟

موقع "اقتصاد" حاول التواصل مع العديد من التجار السوريين الذين يقومون بتوريد البضائع السورية إلى أوروبا، والذين أكدوا بأن أغلب المعامل المنتجة لهذه البضائع لم تعد في سوريا، وإنما في تركيا والأردن ومصر، وبالتالي يتم إخراجها من هناك.. وعندما سألناهم عن مادة المتة المعبأة في سوريا تحديداً، وكيفية وصولها بكثرة مثلاً إلى الأسواق التركية والأوروبية، أشاروا إلى أن هناك تجار كبار هم من يخرجونها من سوريا إلى مناطق المعارضة في شمال سوريا ومنها إلى تركيا ومن ثم إلى أوروبا، نافين علمهم بباقي التفاصيل المتعلقة بقضايا التصدير النظامي.

في موازاة ذلك، قدّر تجار بأن نحو 50 بالمئة من كميات المتة المستوردة والمعبأة في سوريا، يتم استهلاكها في أسواق الدول العربية والأجنبية، وهو ما يبرر من وجهة نظرهم ندرتها وارتفاع أسعارها في السوق السورية.

ترك تعليق

التعليق