هل حقاً "بكرا أفضل".. كما قال حسين عرنوس؟


بعد أن استعرض الواقع الاقتصادي المؤلم الذي تواجهه سوريا، ختم رئيس الوزراء التابع للنظام، حسين عرنوس، حديثه أمام مجلس الاتحاد العام لنقابات العمال، بأن "بكرا أفضل"..؟ ليصفق له ممثلو العمال مع أنه لم يقدم أية معلومة تفيد بأن "بكرا أفضل" بالفعل..؟

من يقرأ قائمة الصعوبات والأزمات التي تحدث عنها عرنوس، بدءاً من العجز في الموازنة والذي قدّره بـ 50 بالمئة، وانتهاء بـ"الميغات" القليلة التي وعد بإدخالها على الشبكة الكهربائية حتى نهاية العام، والتي لا تكفي لإنارة قريتين ومزرعة، ومروراً بحديثه عن واقع القطاع الصحي المتهالك والقطاع التربوي المهترئ وعجز الدولة عن تقديم الدعم لهما، بالإضافة إلى قطاع المحروقات الذي يستنزف حسب قوله أكثر من نصف موازنة البلد، من يقرأ كل تلك التصريحات، لا يمكن أن يصل لنتيجة أن بكرا أفضل، بل سوف يزداد قناعة بأن الأفضل لن تراه سوريا، ما دام هذا النظام جاثماً على صدور السوريين.

لقد بدا عرنوس ذليلاً وهو يشكو من ظلم "قسد" وكيف أنها نجحت في منع الفلاحين في مناطق سيطرتها، من تسويق قمحهم للمؤسسة العامة للحبوب، بينما بدا أكثر عجزاً وهو يعلن أمام جموع العمال أن الدولة ليس بوسعها إجراء أي تعديل على الرواتب والأجور في المدى المنظور، معترفاً بحقهم بالمطالبة بتحسين دخلهم، لكن هذا هو الحال وعليهم أن يتكيفوا مع الوضع، لأن البلد مازالت في حالة حرب، كما ادعى، مستشهداً بالضربات الإسرائيلية الأخيرة على مطاري حلب ودمشق، والتي كلفت الدولة 8 مليون دولار، وفقاً لقوله.

وإذا ما انتقلنا إلى أحاديث الوزراء وردودهم في ذات الاجتماع، فلن تختلف النتيجة، فكأنهم جميعاً اتفقوا على عزف ذات النغمة، ضمن مقطوعة موسيقية واحدة، عنوانها الشكوى والبلوى.. لكن بكل تأكيد لا بد أن يكون هناك لمسة خاصة لوزير التجارة الداخلية عمرو سالم، والذي قدم تفسيراً غريباً لسبب تراجع سعر صرف الليرة السورية في الآونة الأخيرة، عندما قال بأنه يعود لدفع ثمن القمح للفلاحين، وهو ما أدى لزيادة المعروض من الليرة السورية بين أيدي الناس وفي الأسواق..

وهذا الكلام باعتقادنا، يعطي لمحة شاملة عن طبيعة هذه الحكومة ومستوى فهمها، بالإضافة إلى أفهم واحد فيها..

ترك تعليق

التعليق