في هدوء الصحراء.. مجمع سكني يحول حلم البعض في حضور كأس العالم بقطر إلى حقيقة


 يقيم عشرات الآلاف من مشجعي كأس العالم في قطر في مجمع سكني على مشارف الصحراء، بجوار مسلخ ومجموعة من الأسلاك الكهربائية العالية الجهد.

ويبعد مشروع بروة البراحة ساعتين بالمترو والحافلة عن أبعد الملاعب، وتبلغ كلفة الإقامة ليلة فيه 84 دولارا، مما يجعله الأرخص للإقامة في قطر.

ويتألف المشروع الجديد من 1404 مبانٍ كل منها من ثلاثة طوابق تربطها شوارع ضيقة. وصُمم ليتسع لإقامة نحو 67 ألفا من العمال من ذوي الدخل المنخفض الذين يمثلون الأغلبية من بين سكان قطر البالغ عددهم ثلاثة ملايين نسمة، والذين من المتوقع أن يغادروا إن عاجلا أو آجلا بعد انتهاء البطولة.

يقول الأرجنتيني إميليانو كاراسكال وهو جالس على رصيف ويستعد لتناول طبق من البرياني "تحصل على ما تدفع مقابله، ونحن ندفع قليلا للغاية".

وآثر كاراسكال ورفاقه البقاء في المكان النائي حتى يتمكنوا من الحضور وتشجيع فرقهم في ظل الارتفاع الكبير للأسعار في قطر.

وتبلغ كلفة الحجرات السابقة التجهيز الأقرب إلى الدوحة 200 دولار في الليلة الواحدة، فيما تتكلف الإقامة في غرفة بشقة مشتركة من التي تعرضها إير بي.إن.بي لتأجير المساكن 500 دولار، وتصل كلفة بعض كبائن السفن السياحية إلى آلاف الدولارات.

وجُهزت الغرف في بروة البراحة بالأساسيات، وهي أسرّة من الحديد وخزائن معدنية ومصابيح فلورسنت وأرضيات من البلاط.

وتزين بعض الجدران لوحات تحمل طابع كرة القدم، وتوجد قطعة من العشب الصناعي بجوار متجر مؤقت حيث يتجمع السكان لمشاهدة المباريات على شاشة كبيرة.

يقول الهندي سانديبان بوميك الذي يحضر كأس العالم للمرة الأولى "قدمت الكثير من التضحيات حتى آتي إلى هنا. أدخر المال منذ عامين تقريبا".

ويوضح بوميك الذي يتقاسم التكلفة مع زميل في السكن من بريطانيا إنه يستطيع تحمل تكلفة الإقامة لمدة 18 ليلة. ويتشاركان مطبخا صغيرا مع مشجعين من إسبانيا.

ويقول المشجعون إن الأجواء ودية حتى بين مشجعي الدول المتنافسة، إلا أن الأجواء تظل صامتة بالنظر لأن أقرب موقع يقدم المشروبات الكحولية يبعد 40 دقيقة بالحافلة.

ترك تعليق

التعليق