85 % من مشافي البلاد بين مدمر ومقفل... صحة سوريا في غيبوبة مريعة

رسمت بيانات موثقة مشهدا مأساويا لوضع الخدمات الصحية في البلاد، التي أنهكها عناد النظام السوري في اتباع الخيار العسكري للقضاء على جميع مناوئيه، حتى ولو كانت نتيجة عناده القضاء على سوريا بكل مقدراتها.

وحسب بيانات لوزارة الصحة السورية نشرتها منظمة الصحة العالمية (WHO)، فإن أكثر من نصف مستشفيات سوريا (البالغة 88 مشفى) باتت مدمرة، والثلث الباقي من النصف غير المدمر مصنف على أنه خارج الخدمة، ما يعني أن "السالم" من مشافي البلاد يقتصر على 15% فقط، تمثل 13 مستشفى.

تفاصيل الخراب
وبالأرقام الدقيقة، فقد تم تخريب 48 مستشفى، وتعطلت 27 مستشفى عن أداء خدماتها، يضاف إلى دمار 10% من المراكز الصحية (المستوصفات) وإغلاق 6% منها، علما أن العدد الإجمالي لهذه المراكز يجاوز 1900 مركز.

أما تفاصيل الخراب في القطاع الصحي، فتشير إلى أن مستشفى واحدة من أصل ست تعمل في دير الزور، و7 من أصل 13 مستشفى تعمل في حمص، و3 من أصل 9 مستشفيات تعمل في درعا.

ولفت متحدث باسم منظمة الصحة العالمية إلى أن المستشفيات والمراكز المستمرة بالعمل تبقى عرضة لنقص العقاقير وتراجع أعداد الطاقم الطبي العامل فيها، ما يعني أنها مهددة بالتوقف تلقائيا. 

وخلال الأسبوع الحالي، وصفت النشرة الإنسانية الصادرة عن الأمم المتحدة مستوى الإمدادات الطبية في سوريا بأنه "منخفض بشدة"، موضحة أن هناك سوريين يفضلون مراجعة "عيادات شكلية" على ارتياد مستشفيات تبقى "معرضة للهجمات".

ويظهر تحليل أولي لهذه الأرقام، أن القطاع الصحي في سوريا قد دخل في غيبوبة مريعة جعلته نزيل غرفة الإنعاش، فلا هو حي فيرجى ولا ميت فينعى.
والنفس تشكو أيضا

وفي الجانب المقابل لتدهور خدمات الصحة الجسدية، تبدو الصحة النفسية في حال أكثر مدعاة للرثاء، فهذه الخدمات ضعيفة بالأصل في بلد نام مثل سوريا، وهي اليوم أكثر هشاشة من ذي قبل، بفعل مخلفات الأزمة من عنف وقتل وتدمير، حيث لم يستفد من خدمات الدعم النفسي سوى بضع مئات، في حين أن عدد المحتاجين لهذا الدعم يقارب 2 مليون طفل، حسب تقديرات منظمة الأمومة والطفولة (يونسيف)، عدا عن أعداد يصعب حصرها من الراشدين، الذين تعرضوا لأعمال لعنف جسدي أو نفسي أو حتى جنسي.

وما يزيد حجم المعاناة النفسية لأطفال سوريا، تأكيدات عمليات الطوارئ في "يونسيف" من أن 25% من مدارس سوريا تم تدميرها، وهي نسبة تعادل 3900 مدرسة؛ ما حرم الأطفال من إيجابيات الانخراط في الجو المدرسي، وجعلهم مقطوعين عن التعليم الرسمي لعام وبعضهم لعامين. 

ويحتاج واحد من كل 5 سوريين (4 ملايين شخص تقريبا) إلى مساعدة إنسانية، وتتركز نصف أعداد المهمشين المعوزين في محافظات حلب وحمص وريف دمشق، حسب النشرة الإنسانية الأممية.

ترك تعليق

التعليق