"اقتصاد"تدخل مخيم أطمة..وترصد معاناة اللاجئين السوريين

كيلو البندورة بـ 55 ليرة وجرزة البقدونس بـ 20 ليرة في سوق المخيم
بسطات لبيع العلكة والشاي ..ونساجة صوف مقابل ليرات تسد الرمق.
                                        
يرزح اللاجئون في مخيم أطمه للاجئين السوريين على الحدود السورية التركية تحت رحمة المتبرعين لتسيير أمور حياتهم اليومية من طعام وشراب وكساء، بعد أن فقدوا أعز ما يملكون من منازل وأبناء، ويشكّل سوق المخيم المكان الرحب لشراء الاحتياجات الأساسية للناس هناك، حيث يسميه عدد كبير منهم "سوق الأغنياء".
و تتراوح فيه الأسعار بدءاً من الدولار الواحد وحتى الثلاثة دولارات موزعة ما بين الخضار والفواكه والخدمات الأساسية، ولدى جولتنا في السوق وجدنا أن سعر كيلو الموز يباع بـ 150 ليرة سورية، كيلو البندورة بـ 55 ليرة، جرزة البقدونس 20 ليرة."
وقال لاجئون التقت معهم"اقتصاد"في وصف السوق التجارية:"السوق لمن يملك ونحن من المشردين "المعترين" وقد خرجنا من منازلنا تحت القصف، ولا نملك من النقود ما يكفي كأجرة مواصلات فكيف لنا بشراء الحاجيات".
فيما تنتشر البسطات في المخيم من قبل النازحين فبعضهم يبيع العلكة والآخر الشاي في محاولة لإيجاد نوع من الدخل البسيط للمشاركة في سد جزء من احتياجات عائلاتهم، وتنشأ في ساحات وجوانب المخيم بعض المشاريع البسيطة من مثل نساجة صوف من أجل تأمين بضعة ليرات تسد رمق من هجروا القصف وعاندتهم الظروف.

ادفع حتى تطلع الصورة أحلى

يتحدث الناس في المخيم عن قدوم عدد كبير من المتبرعين إليهم لكنهم ينظرون إلى تلك الزيارات على أنها سياحة سياسية للكثير من رجال الأعمال السوريين والعرب، حيث تتمثل تلك الزيارات وفقاً لهم بتوزيع بعض الدولارت"بطريقة رش السكاكر" والتقاط بعض الصور ومغادرة المكان.
وفي تعليقها على طريقة البعض في التعاطي مع لاجئي المخيم، تقول الحاجة أم محمدل"اقتصاد": "يابني لقد أصبحنا فرجة للرايح والجاي"، وتابعت بحرقة قلب، "يا ترى هل نحن مجرد أرقام أصبحت تعرض على الشاشات تسويقاً لمبدأ "شحادة" جديد من خلال إغاثتنا والنصب باسمنا، وختمت بالقول: "الله يصطفل فيمن يتاجر بنا".
ولدى جولة "اقتصاد" في المخيم رفض عدد من اللاجئين هناك أن يلتقط مراسلها صوراً لهم مشترطين دفع مبالغ مالية لهم مقابل ذلك، حتى الأطفال، إذ طلب منا أحدهم "اعطيني خمسمئة وصورني".
الراس بدولار
ويتواجد في إحدى الخيام محل للحلاقة الرجالية حيث يقصده معظم قاطني المخيم ،نظراً لانخفاض أسعاره بالمقارنة مع المناطق المجاورة حيث لا يتعدى أجرة الشخص الواحد الدولار فيما تتجاور في القرى المجاورة للمخيم الدولارين. 

وفيما يتعلق بالطعام فقد خصصت إدارة المخيم بالتعاون مع جمعية خيرية وجبة يومية بشكل مجاني يقوم بطهيها القيّمون على المخيم من خلال ما يسمى بمطبخ المخيم حيث يتم فيه تقديم وجبة طعام واحدة للجميع يومياً.

وأشار أحد المسؤولين في إحدى الجمعيات الخيرية إلى أنهم بصدد حفر بئر للتخلص من ظاهرة شح المياه في المخيم.

نازح بطران..!

وفي طريقنا إلى المخيم وخلال لقائنا بعدد من رجال الأعمال والداعمين والمتبرعين اتهم البعض منهم عدداً من اللاجئين في المخيم بتأجير بيوتهم واللجوء للمخيم لتخفيف الأعباء المالية عنهم، الأمر الذي رفضه القيّمون على المخيم وأجابوا عن تساؤلاتنا حول هذا الموضوع بالقول "نحن كإدارة مخيم لا نستطيع رفض أي طالب للجوء لأن المخيم مخصص لاستقبال السوريين، رغم العدد الكبير لقاطنيه البالغ أكثر من 17 ألف شخص.
وبث لنا القيمون على المخيم شكاوى من نقص حاد في الخيام وافتقاده لأدنى مقومات الحياة.

ترك تعليق

التعليق