
كيف انعكس تغيّر السعر الرسمي لليرة مقابل الدولار على السوق الموازية؟
- بواسطة اقتصاد --
- 10 شباط 2025 --
- 0 تعليقات
لم تؤثّر التغييرات الطفيفة التي أجراها مصرف سوريا المركزي على أسعار الصرف الرسمية، في تعاملات السوق الموازية، اليوم الاثنين.
وبعد أكثر من شهر، من استقرار سعر الصرف الرسمي لليرة السورية مقابل الدولار، خفّض المركزي سعر الليرة في نشرتَي ، "المصارف والصرافة"، و"النشرة الرسمية"، الصادرتين عنه ظهيرة اليوم الاثنين. وحدّد المركزي شراء الدولار بـ 13200 ليرة. وهو نفس السعر الرسمي لشراء دولار الحوالات الخارجية. فيما حدّد المركزي مبيع الدولار بـ 13332 ليرة، والسعر الوسطي للدولار بـ 13266 ليرة.
وبذلك يكون المركزي قد خفّض قيمة الليرة السورية مقابل الدولار، بنحو 1.5%. ومن الواضح أن إجراء المركزي هذا، يستهدف دفع سعر صرف الليرة للتراجع في السوق الموازية. لكن إجراء المركزي لم يحقق الهدف منه. وبقيت أسعار صرف الليرة السورية مقابل الدولار في السوق الموازية، مستقرة نسبياً، خلال تعاملات الاثنين.
وأرجع مراقبون ذلك إلى عدم تغيّر سياسة المركزي في بيع وشراء الليرة والدولار. إذ يمتنع المركزي عن بيع وشراء العملات للمواطنين. كما وتمتنع البنوك عن البيع والشراء بالأسعار الرسمية. ولا تلتزم كذلك، شركات ومكاتب الحوالات بالسعر الرسمي في تسليمها لحوالات السوريين.
وعلّق الخبير الاقتصادي جورج خزام، على نشرة المركزي، في الصفحة الرسمية للمركزي على "فيسبوك"، بالقول: "سعر صرف الدولار بالمصرف المركزي هو بيع وشراء للوهم لا أكثر".
وكانت صحيفة "الوطن" المحلية قد نقلت عن وزير الاقتصاد، باسل عبد الحنان، يوم الجمعة، أن التذبذب الحاصل بسعر صرف الليرة السورية مقابل العملات الأجنبية، نتيجة مضاربات التجار، مؤكداً أن السعر "وهمي". مشيراً إلى أن مصرف سوريا المركزي والجهات المعنية سوف تتدخل لتثبيت سعر الصرف.
ويحمّل متخصصون المركزي والجهات المعنية مسؤولية التذبذب المضرّ في سعر صرف الليرة مقابل الدولار، الذي حصل في الأسبوعين الأخيرين. وأرجعوه إلى سياسة حبس السيولة من الليرة السورية، من جانب المركزي.
كان سعر صرف الليرة السورية قد خسر نحو 13% مقابل الدولار، خلال تعاملات السبت والأحد، مطلع الأسبوع الجاري. لكنه ما يزال أقل من السعر الرسمي بنحو 22%.
وقد تذبذب سعر صرف الليرة مقابل الدولار في السوق الموازية، بصورة كبيرة، خلال الأسبوعين الأخيرين، لينهار الدولار من نحو 11300 ليرة، إلى حوالي 7500 ليرة، قبل أن يرتفع مجدداً إلى ما بين 10000 و10300 ليرة.
ويرى متخصصون أن التذبذب في سعر صرف الليرة السورية مضرّ بالاقتصاد. كما أن تحسّن الليرة في الأسبوعين الأخيرين كان منفصلاً عن أسعار السلع والخدمات، التي لم تنخفض بذات نسبة تحسّن الليرة، وهو ما انعكس سلباً على معيشة السوريين، خصوصاً في ظل شح السيولة من الليرة، والتأخّر في تسليم رواتب موظفي القطاع العام، وحالة الركود الكبيرة في قطاعات الإنتاج، بالبلاد.


التعليق