شراء النفط من "قسد".. حل "إسعافي" ووحيد أمام حكومة دمشق


يمثّل تحدي توفير المشتقات النفطية لتوليد الكهرباء، وتأمين حوامل الطاقة للورش والمعامل بهدف تحريك عجلة الإنتاج المُتوقفة في البلاد، أبرز التحديات التي تواجه الدولة السورية بإدارتها الجديدة.

ومع سقوط النظام السوري، تم الإعلان عن العديد من الوعود من دول عربية، بخصوص تزويد البلاد بكميات من النفط، غير أن هذه الوعود التي علّقت عليها دمشق بعض الآمال، أُجهضت بفعل سطوة العقوبات الأمريكية على سوريا، في الوقت الذي تبدو فيه الحكومة بأمس الحاجة إلى النفط.

وأمام ذلك، لم تجد الحكومة أمامها إلا التفاهم مع "قوات سوريا الديمقراطية – قسد"، على شراء كميات من النفط الخام موجهة لمصفاة حمص.

غموض

ولا يُعرف الكثير عن بنود التفاهم التي يكتنفها "الغموض"، باستثناء أن التفاهم يشمل تسليم 15 ألف برميل نفط ومليون متر مكعب من الغاز يومياً، وأن مدته صالحة "ثلاثة أشهر مبدئياً".

وتواصل "اقتصاد" مع  مدير العلاقات العامة في وزارة النفط، أحمد سليمان، للحصول على بعض تفاصيل التفاهم، فاكتفى بالقول إن "الحكومة السورية اعتمدت على العقد الذي كان يُعمل به زمن النظام البائد"، واستدرك: "لكن تم إجراء تعديلات قانونية عليه وبعدها جرت متابعة العمل به".

وفي حين لم يُفصح سليمان عن فحوى التعديلات، أكدت مصادر لـ"اقتصاد" أن وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، هو من أشرف على التفاهم لإعادة تفعيل اتفاق شراء النفط من مناطق شمال شرقي سوريا، زمن النظام البائد.

ولفتت المصادر إلى أن الشيباني بحث هذا الأمر مع رئيس إقليم كردستان العراق، نيجيرفان بارزاني، على هامش مؤتمر ميونخ للأمن، الذي عُقد في ألمانيا، منتصف شباط الجاري.

ما تأثير التفاهم على الداخل السوري؟

وبعد بدء وصول كميات من النفط، شهد واقع الكهرباء بعض التحسن، بحيث زادت ساعات الوصل الكهربائي قليلاً في غالبية المحافظات السورية، وخاصة في العاصمة دمشق.

لكن مع ذلك، لا يبدو أن كميات النفط التي تصل من مناطق "قسد" قادرة على إحداث أثر ملموس، لأسباب أهمها حاجة سوريا إلى كميات كبيرة من النفط، وفق ما أكد الأكاديمي والخبير الاقتصادي، فراس شعبو، لـ "اقتصاد".

وأوضح شعبو أن الكميات الجديدة غير كافية لسد حاجة الدولة والسوق المحلية للمشتقات النفطية، موضحاً أن "حاجة سوريا اليوم من النفط عند نحو 100 ألف برميل يومياً، أما بالنسبة للغاز فتحتاج البلاد إلى نحو 8 ملايين متر مكعب منه يومياً، بمعنى أنه أضعاف الكميات المتفق عليها".

وقال شعبو: لكن مع ذلك فإن الكميات التي ستصل من مناطق "قسد"، قد تسهم في تحسن الخدمات اليومية، وقد تحرك عجلة الإنتاج المحلي بشكل طفيف.

وقدّرت مصادر "اقتصاد" إنتاج حقول النفط السورية الحالي بما لا يتجاوز الـ150 ألف برميل يومياً، وذلك بسبب توقف الإنتاج في بعضها، وحاجة الحقول الأخرى إلى الصيانة، ما يعني أن إنتاج سوريا من النفط لا يغطي الطاقة الاستيعابية لمصفاتي حمص وبانياس.

ترك تعليق

التعليق