الوزراء يقودون إعلامهم بأنفسهم

لوحظ في الآونة الأخيرة، أن الوزراء والمسؤولين بدأوا يكتبون عن نشاطاتهم وأفكارهم، على صفحاتهم على وسائل التواصل الاجتماعي، ومن خلالها بدأت وسائل الإعلام تنقل عنهم، في ظل قصور واضح من قبل وسائل الإعلام الوطنية، بشقيها الخاص والحكومي.

هكذا فعل وزير المالية محمد يسر برنية وحاكم المصرف المركزي عبد القادر حصرية، خلال زيارتهما لأمريكا، إذ أن كل ما تناقلته وسائل الإعلام، بما فيها المحلية، كان من خلال المنشورات التي كتباها على وسائل التواصل الاجتماعي، وحتى وهما في سوريا، كانا يكتبان ما يريدان قوله عبر صفحاتهما الشخصية.. وكذلك يفعل وزير الاقتصاد والصناعة الدكتور نضال الشعار ووزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل هند قبوات، وغيرهم الكثير من الوزراء، الأمر الذي يثير التساؤل عن دور وسائل الإعلام، التي يجب أن لا يقتصر نشاطها على ما يقوله هؤلاء المسؤولون أو ما يخطر ببالهم قوله، بل إن مهمتها أن تدفع المسؤول لقول ما لا يرغب في الإفصاح عنه، وبالتالي ممارسة دورها كسلطة رابعة في البلد.

غياب وسائل الإعلام، وقيام المسؤولين بكتابة إعلامهم بأنفسهم، ليس بالأمر المقبول دائماً، بل نحن بحاجة لأن نقرأ تحقيقات واستطلاعات، تلاحق أعمال الوزراء ونشاطاتهم، وتقارنها مع وعودهم، أي أن تمارس دورها الرقابي الذي يحب أن تقوم به.

نأمل أن لا يستمر الحال على ما هو عليه، وأن تكون هذه المرحلة عابرة، وليس تأسيساً لمرحلة جديدة يكون فيها دور وسائل الإعلام هامشياً.. أو ربما غير موجود على الإطلاق..! سيما وأنه وصلتنا معلومات تفيد بأن المكاتب الصحفية في الوزارات والمؤسسات ترفض إعطاء البيانات للصحفيين، بحجة وجود توجيه بعدم تقديم أي شي للإعلام في الفترة الراهنة.