"اقتصاد" تفنّد المقومات الاقتصادية لـ "الدويلة العلوية المتخيّلة"

 تتألف من طرطوس واللاذقية بالكامل ومناطق مصياف والسقيلبية ومركز حمص وتلكلخ والقصير والرستن والمخرم

تمتد من لواء إسكندرونة في الشمال حتى الحدود اللبنانية في الجنوب، و يحدها من الشرق باقي محافظتي حمص وحماة

 توفر المياه والأراضي الزراعية الخصبة يؤمّن الاكتفاء الذاتي للمحاصيل الإستراتيجية

 دراسات تفيد بوجود كميات كبيرة وواعدة من الغاز الطبيعي في المياه الإقليمية للدويلة

تمتلك نشاطاً صناعياً جيداً ومصفاتي نفط ومراكز توليد للطاقة الكهربائية
 
يعتقد الكثير من المراقبين العرب والغربيين أن نظام الأسد قد حضّر لانفصال العلويين في دويلة لهم في حال تأكّد سقوط نظامه بدمشق، الأمر الذي أثار، وما يزال، الكثير من التحليلات والدراسات حول إمكانية قيام دويلة علوية في الساحل السوري، وشروط تحقق ذلك وإمكاناته.

 وبعيداً عن الأبعاد السياسية، الداخلية والإقليمية والدولية، ومن ثم الأبعاد الاستراتيجية، لهذا السيناريو، يبدو أن البعد الاقتصادي أقلها تناولاً وبحثاً، لذلك قرّرت صحيفة "اقتصاد" تخصيص هذه المادة، في جزئيها، لدراسة وتحليل المقومات الاقتصادية للدويلة العلوية المتخيّلة، وهل هي مقومات تعزّز إمكانية قيام هذه الدويلة واستمرارها، أم أنها مقومات تقوّض هذا "الحلم" الذي يبدو أن بعض السوريين، على قلّتهم، يفكرون به بصورة أو بأخرى.
 
ونخصّص الجزء الأول من هذه المادة لاستعراض تفاصيل السيناريو الأول للدويلة العلوية المتخيّلة، في أقصى امتداد لها، وتشكّل دراسة "تقسيم سورية: بين مؤامراتهم وواقعنا- دراسة في الجغرافية السياسية"، للباحث المختص في الدراسات الجغرافية في جامعة دمشق، مصعب الرشيد الحراكي، أبرز مصادر هذه المادة، إلى جانب المعطيات التحليلية المأخوذة من مصادر متعددة:
 
السيناريو الأول
 وتشمل هذه الدويلة وفق السيناريو الأول: القسم الغربي من سوريا، والذي يتألف من محافظتي اللاذقية وطرطوس بالكامل، وأجزاء من محافظتي حماة وحمص.

 تقع الدولة المفترضة غربي سوريا الحالية، وتتألف من محافظتي طرطوس واللاذقية بالكامل، ومناطق مصياف والسقيلبية ومحردة التابعتن لمحافظة حماة، ومناطق كل من مركز حمص وتلكلخ، والقصير والرستن والمخرم التابعين لمحافظة حمص، ممتدةً من حدود لواء إسكندرونة التابع لتركيا حالياً في الشمال، حتى الحدود اللبنانية في الجنوب، و يحدها من الشرق باقي محافظتي حمص وحماة، ومن الشمال الشرقي محافظة إدلب.

 تبلغ مساحة هذه الدولة ( 18,700 كم 2 ) وتشمل محافظة اللاذقية ( 2300كم 2) ومحافظة طرطوس ( 1900 كم 2)، والمناطق المذكورة في محافظتي حمص وحماة.
 
الدويلة العلوية في أكبر امتداد لها:
 المصدر: بحث بعنوان: تقسيم سوريا: بين مؤامراتهم وواقعنا- دراسة في الجغرافية السياسية
 تأليف: مصعب الرشيد الحراكي
 معيد في قسم الجغرافية– كلية الآداب والعلوم الإنسانية الثانية– جامعة دمشق
 
ولو افترضنا في حال نجاح تأسيس هذه الدويلة، ونزوح العلويين المقيمين في داخل سوريا إليها، والذين يقدرون حسب الافتراضات بمليون نسمة، فإن تعداد هذه الدويلة قد يتجاوز 4 ملايين نسمة، بنسبة 55% علويين، 37.5% سنة، 8.5% اسماعيليين، و5% مسيحيين.
 
وهنا يجب أن نوضّح أن نشوء هذه الدويلة سيكوّن موقفاً عدائياً من غالبية الشعب السوري، مما يعني أن هذه الدويلة، كما ترجّح معظم التحليلات السياسية، لن تحظى بالاستقرار السياسي والأمني، خاصة أنها وفق السيناريو المذكور، في امتدادها الأقصى، ستكون قد اقتطعت مناطق يغلب عليها المسلمون السنة بكثرة، وهم على تواصل اجتماعي وعائلي مع نظرائهم في المناطق السنية خارج هذه الدويلة في باقي مناطق محافظتي حمص وحماه، مما سيعزّز واقع عدم الاستقرار السياسي والأمني، من الداخل، ومن المحيط المجاور الذي سيكون معادياً تماماً لهذه الدويلة، سواء من العمق السوري الذي انفصلت عنه، أو من المحيط الإقليمي-التركي في الشمال، واللبناني في الجنوب، حيث يغلب على شمال لبنان المسلمون السنّة المتعاطفون مع الثورة، والمناوئون لحكم الأسد، مما يعني أن هذه الدويلة ستكون محاطة بالأعداء من ثلاث جهات من المحيط المجاور، وزاخرة بالأعداء من الداخل، بنسبة تتجاوز الثلث.
 
المقومات الاقتصادية وأكبر العوائق
 أولاً_ موقع استراتيجي مُعاق:
 تتمتع الدويلة العلوية المتخيّلة بموقع استراتيجي هام على شواطئ البحر المتوسط، وعلى الرغم من وجود حاجز جبلي يعتبر عائق بين القسمين الداخلي والساحلي منها، إلا أن وجود ممر سهل عكار الواصل بين طرطوس وحمص يساعد على تواصل الطرفين.
 وتتمتع منطقة الدراسة بكميات وافرة من الماء والأراضي الخصبة المتنوعة بين الداخل والساحل.
 
لكن...
 إن الطريق البري الأكبر بين شطري الدولة "الساحل والداخل" ھو ممر سهل عكار، بین حمص وطرطوس، وفي حال تمت السیطرة عليه من طرف ثاني، فإن الصلة تنقطع بين محافظتي طرطوس واللاذقية من جهة، وباقي مناطقهم في الداخل في محافظتي حمص وحماة، حيث أن الطرق الجبلية الواصلة بين الشطرين عبر جبال الساحل، وعرة جداً، ولا تصلح لمرور الشاحنات والسيارات الكبيرة.
 
ثانياً- تواجد داخلي كبير ومناوئ

 سيغلب على الدويلة المفترضة غالبية علوية تتجاوز النصف، يضاف إليها قرابة الثُمن من المسيحيين والاسماعيليين، مما يُشكّل عامل استقرار سياسي وأمني للدويلة المفترضة...

 لكن...
 نسبة المسلمين السنّة في هذه الدويلة ستتجاوز الثُلث، وهم على الأغلب سيأخذون موقفاً عدائياً منها، وهم ينتشرون في مناطق واسعة واستراتيجية على طول خط الساحل، وفي السهول الداخلية الخصبة، مما يعني خطراً كبيراً على موارد الدولة الأساسية.
 
ثالثاً- مقومات طبيعية يُقابلها الافتقار إلى النفط وخسارة مقومات أخرى
 إن توفر المياه والأراضي الزراعية الخصبة بين الساحل والداخل يؤمّن الاكتفاء الذاتي للمحاصيل الإستراتيجية، كما يؤمّن تنوع الزراعات التصديرية.
 - تمتلك الدويلة المفترضة نشاطاً صناعياً جيداً ومصفاتي نفط، ومراكز توليد للطاقة الكهربائية.

 - هناك دراسات تفيد بوجود كميات كبيرة وواعدة من الغاز الطبيعي في المياه الإقليمية للدويلة، تكفي الاستهلاك المحلي وتصدر منها للخارج.
 - إن سيطرة الدويلة العلوية على الساحل السوري بالكامل مع موانئه الضخمة، تعطي إمكانية تجارة الترانزيت مع باقي سوريا، والعراق، والأردن.
 
لكن...
 - في الوقت الحالي ومع انفصال الدويلة، فإنها تحتاج إلى النفط، حيث أنها لا تمتلك أي موارد لها.
 - الغاز الطبيعي في حال تأكد وجوده فإنه يحتاج خمس سنين على الأقل حتى يتم البدء باستثماره.
 - سيكون العداء بين باقي سوريا والدويلة المفترضة، سبباً في عدم التعامل التجاري، وستمنع مرور تجارة الترانزيت عبر الداخل.
 
مقتل السيناريو الأول للدويلة العلوية

 كخلاصة: يبدو تماماً أن سيناريو الدويلة العلوية في أقصى امتداد متخيّل لها، تعوقه الكثير من المعوقات الاقتصادية، مرد أبرزها إلى التواجد السنّي الكبير في داخلها، والذي سيكون عدائياً حيالها، مما سيعرقل مساعي تحقيق الاستقرار السياسي والأمني الداخلي، وبالتالي سيعرقل مساعي الاستقرار الاقتصادي.

 إلى جانب ذلك فإن المحيط المجاور لها والمعادي لهذه الدويلة، سيكون سبباً آخر في عرقلة قدرة هذه الدويلة على استثمار ميزات الموقع الاستراتيجي الذي تمتع به.

 ويبقى لهذه الدويلة الإطلالة البحرية بالموانئ الموجودة كأبرز متنفس اقتصادي لها، لكن استثماره يبقى محدود الجدوى اقتصادياً، بسبب الخسارة المرتقبة لتجارة الترانزيت نتيجة العداء مع المحيط المجاور.
 
لكن هل من سيناريوهات أخرى للدويلة العلوية المتخيّلة؟...

الجزء الثاني... البعد الاقتصادي لسيناريو تهجير السنّة في الدويلة  العلوية المتخيّلة 

تهجير 80% من سكان حمص السنة قبرص تستعد لاستقبال 200 ألف لاجئ من الساحل السوري تهجير السنّة إلى شرق العاصي الدويلة العلوية المتخيّلة ستخصّص معظم المزيد

ترك تعليق

التعليق

  • 2013-03-10
    السادة الكرام القائمين على الموقع: وحتى لايقثد موقعكم مصداقيته فأين التعليقات المرسلة على هذا الموضع? لايعقل أن لايكون قد أتاكم العديد جداً من التعليقات حول هذا الموضوع الحساس، وهذه التعليقات مهمة جداً، ربما أكثر مما أورده صاحب المقال، نظراً للكثير من الأخطاء والقضايا الخلافية والغير المنطقية الواردة في المقال. مع التقدير والإحترام
  • 2013-03-10
    سوريا لكل ااسوريين لا للاكراد ولا للعلويين
  • 2013-04-21
    الله اكبر
  • احلام النصيرية ..... و اخوانهم الروافض .... من الواقع الافتراضي غير قابلة للتحقيق و من واقع الحلم و الرؤى من المستحيل ان تتم
  • الأسماعيليون أيضا معاديين لهذه الدولة أكثر من السنة
  • هل تقصدبنسبة العلويين هذه بعد تهجير السنة على كل حال بس تخلص الحرب احسب النسب من جديد