خبير اقتصادي سوريّ: "هذه ليست فقاعة (ذهب) جديدة.. بل بداية عصر ذهبي جديد"

 

قبل أيام، نشر الدكتور مخلص الناظر، مقارنة ملفتة بين تجربة صعود سعر الذهب في السبعينات، وبين ما نعيشه اليوم. مقدماً الإجابة على سؤال: هل نعيش فقاعة "ذهب" جديدة؟

والدكتور الناظر، هو النائب الأول لحاكم مصرف سورية المركزي منذ آب الفائت. ويحمل دكتوراه في إدارة الأعمال من المعهد العالي لإدارة الأعمال بسوريا، وماجستير في الاقتصاد النقدي من جامعة إسطنبول التجارية بتركيا.

وتحت عنوان: "الذهب بين السبعينيات و2025: هل سنشهد انهياراً جديداً أم بداية عصر ذهبي جديد؟"، كتب الناظر على صفحته الشخصية في "فيسبوك":

"في الثمانينيات، شهد الذهب موجة صعود هائلة انتهت بانخفاض تجاوز 60٪.

فهل التاريخ يعيد نفسه اليوم؟

في عام 2025، الذهب ليس كما كان في السبعينيات.

هذا العام وحده، ارتفع الذهب أكثر من 60٪ — أفضل أداء منذ عام 1979.

في أوائل السبعينيات، عندما كان الدولار الأميركي لا يزال مدعومًا بالذهب، كان سعر الأونصة حوالي 40 دولارًا فقط.

وبحلول يناير 1980، قفز إلى 850 دولارًا — أي 20 ضعفًا في عقد واحد، قبل أن يهبط لاحقًا إلى 320 دولارًا.

لكن خلف هذا الصعود والانهيار، كانت الظروف مختلفة جذريًا:

 • الدين الأميركي كان ضئيلًا.

 • الميزان التجاري في فائض.

 • السياسة المالية منضبطة.

 • وحيازة الأجانب من الدين الأميركي كانت محدودة.

حتى إنه لو أرادت الولايات المتحدة آنذاك، كان بإمكانها سداد ديونها الخارجية بالكامل بما لديها من ذهب.

أما اليوم، فالصورة مغايرة تمامًا:

 • الدين الأميركي تجاوز 38 تريليون دولار ويزداد بـ 2 تريليون سنويًا.

 • تكلفة الفوائد وحدها تخطت 1 تريليون دولار، أي أكثر من ميزانية الدفاع.

 • الأجانب يملكون 9 تريليونات دولار من هذا الدين.

 • ولم تحقق الولايات المتحدة فائضًا تجاريًا أو ماليًا واحدًا منذ أكثر من عقدين.

الاحتياطي الذهبي الأميركي يبلغ 8,000 طن، تعادل قيمتها الحالية نحو 1 تريليون دولار فقط.

ولكي تغطي أمريكا ديونها الخارجية بالذهب كما في الثمانينيات، يجب أن يصل السعر إلى 40,000 دولار للأونصة.

بمعنى آخر:

الذهب لن يدخل مرحلة الفقاعة حتى يبلغ 40,000 دولار للأونصة.

وحتى لو هبط 60٪ بعدها، سيبقى عند 16,000 دولار — أعلى بكثير من مستوياته الحالية.

في الثمانينيات كان الصعود مدفوعًا بالتضخم.

أما اليوم، فهو مدفوع بـ الديون الهائلة، وانعدام الثقة بالنظام المالي، وتحوّط البنوك المركزية نفسها بالذهب.

وللمفارقة، المشترون الآن ليسوا الأفراد، بل المؤسسات والبنوك المركزية — من فقدوا الثقة في عملاتهم هم من يكدسون الذهب.

نحن في 2025، ولسنا في الثمانينيات.

هذه ليست فقاعة جديدة… بل بداية عصر ذهبي جديد.

الذهب لا يرتفع لأنه سلعة ثمينة، بل لأنه الحقيقة الوحيدة في نظامٍ مليء بالنقود الوهمية".






ترك تعليق

التعليق