لا ذهب ولا عقار ..السوريون ..دولار أبيض لليوم الأسود


60 مليار ليرة تقديرات الأموال
المجمدة في العقارات

300 طن ذهب في أيادي نساء سوريا


يستمر السوريون في الهروب من عملتهم، واستبدالها بحافظاتٍ أخرى للقيمة كالدولار والذهب، ورغم وصول سعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية إلى ما يزيد عن 108 ليرات ، إلا أنه يبقى أماناً للسوريين أكثر من عملتهم.

فرق صرف فقط

دولار أبيض لليوم الأسود، يجعل المواطن مطمئناً على مدخراته، حيث لا ثقة للمواطن السوري بعملته لا سيما في ظروف الدمار الذي تعيشه البلاد، ورغم أن النظام حاول الترويج بأن عمليات التخلص من الليرة بدأت في الأشهر الأولى من الثورة، ودليله في ذلك استقرار الودائع في البنوك، لكن مصادر "اقتصاد" المصرفية تؤكد أن حركة الإيداع منخفضة بالمقارنة مع السنوات الفائتة، بات معظم عمل البنوك اليوم يتمثل في بيع اليورو لتمويل بوالص الشحن، ولأن المصارف لم تعد تقبل إيداع الدولار لديها لأن حركته باتت ثقيلة عليها نتيحة العقوبات المفروضة لذلك لم يعد للمصرف أي مصلحة فيه، وبالتالي فإن من يسحب عملته السورية ويقلبها إلى دولار لا يستطيع إيداعها في البنوك، وحتى وإن خرجت أرقام رسمية تتحدث عن ارتفاع موجودات المصارف لكن فعلياً الارتفاع أتى بسبب فرق تصريف الدولار، وليس بسبب ارتفاع الموجودات بشكلٍ حقيقي.

لا عقار ولا ذهب

ومع أن فكرة الادخار التقليدية التي كانت سائدة بين السوريين هي التوجه نحو العقار - لسهولة التسييل ومن منطق أن العقار يمرض ولا يموت -الذي تقدر الأموال المجمدة فيه بما يقارب 60 مليار ليرة، أو الذهب وسبق لجورج صارجي الرئيس السابق لجميعة الذهب تحدث عن وجود 300 طن من الذهب في أيادي نساء سوريا، في ظل غياب القنوات الاستثمارية وارتفاع مخاطرها، إلا أن السوريين اليوم يعتبرون الدولار ملاذهم الآمن، بعد التخلص من الليرة ويشرح خبير اقتصادي فضل عدم ذكر اسمه: إذا ما حاول المواطن المفاضلة بين شراء الذهب أو الدولار أو العقار، فإن الكفة الاقتصادية ستكون لصالح الدولار، والسبب أن تغير سعر الصرف في السوق السوداء يؤثر على الذهب، فكل ليرة ارتفاع للدولار يقابلها زيادة في سعر غرام الذهب 50 ليرة، وهذا ما يبرر ارتفاع سعر الذهب محلياً رغم انخفاضه عالمياً، أما العقار فبات مهدداً ولا يوجد ملكية حقيقية يمكن الاعتماد عليها في ظروف البلاد الحالية، ويضيف الخبير: نادراً ما يتجه الناس إلى عملات أخرى كاليورو والسبب عدم ثباتها واستقرارها مثل الدولار.

اقتصاد هش

وبعد إدراك السوريين لما يقوم به النظام من طباعة للعملة، وتلمسهم لواقع التضخم الذي يعيشونه يومياً، ويقينهم بعدم قابلية الليرة للتحويل في الخارج، باتوا أكثر إصراراً على شراء الدولار أياً كان سعره، حيث تشير لميس موظفة في إحدى الشركات الخاصة: كلما توافرت بين يدي سيولة سورية أبدلها بالدولار، وأفعل ذلك منذ بداية الثورة، فجميعنا يعلم هشاشة الاقتصاد السوري، وكان لدينا استشعار عن بعد بأن الانعكاسات ستكون طاحنة على النقد، وبدأت بشراء الدولار منذ كان سعره 60 ليرة في السوق السوداء، وحتى لو وصل سعره لأعلى مما هو عليه سأستمر في الشراء، فالليرة تفقد قيمتها يوماً بعد يوم.

قرض للادخار

وإذا كانت لميس تعمل على تحويل الأموال التي تتقاضاها إلى دولار فهناك من يفكر بطريقةٍ أخرى، حيث تقول ربا: كوني موظفة فأنا أبحث حالياً عن كفلاء، لأستطيع الحصول على القرض الذي أعلن عنه مؤخراً المصرف التجاري "من 100 ألف إلى 300 ألف ليرة"، لاستبدله كاملاً بالدولار، وأستطيع تسديده شهرياً بالليرة السورية التي لم يعد لها قيمة، ورغم أننا لا نفكر في السفر أو الخروج من البلاد لكننا لا يمكن أن نبقي ليرة سورية بقصد الاكتناز.

تجارة عملة

وليس مواطنو الدخل المحدود وحدهم من يفكر في هذه الطريقة، فحتى التجار والصناعيون ونتيجةً لتوقف أعمالهم، يعتبرون تجارة الدولار والمضاربة بالعملة أكثر نفعاً من حمل الليرة السورية والإنتاج في بلدٍ يتم تدميره بالتدريج، ويقول أحد الصناعيين: الدولار يرتفع بين ليرة وليرتين في الأسبوع، ونحن نعاني الأمرّين لنستمر في العمل والإنتاج، ومن الناحية الاقتصادية العملة تحقق الربح السريع ودون جهدٍ يذكر أو تكلفة.

ترك تعليق

التعليق