الفرنسيون يصفونه "بالشانزليزيه" تجارة الزعتري الشارع الأطول والتفاوض العسير

يحبّذ فرنسيو المشفى الميداني في مخيم الزعتري الذي يضم /150/ ألف لاجئ وصف الشارع التجاري القريب منهم بـ"الشانزليزية" في عبارات تبدي بعض الاستحسان حيناً والاستغراب كثيراً كبقية مكونات الزعتري ممن يجدون في الشارع التجاري المار وسط المخيم الذائع الصيت ما يلبي احتياجاتهم اليومية فيرضيهم في بعض حضوره.

فيما تنقسم بقية الآراء حول جديد المشاريع لجهة انتشار مقاهي وصالون حلاقة ومحلات لشحن الموبايلات وهو ما يتعتبرونه غير متسق مع الثورة أولاً وفصول اللجوء المرة غالباً.

إذ تتعالى أصوات الباعة باختلاف أعمارهم، فمن بائع الخضار،إلى بائع الحلويات، مروراً ببائع الوجبات السريعة، وصور أطفال يعملون كباعة متجولين يتصيدون أرزاقهم بين زوار المخيم مزوّدين ببسمة مغمسة بألم اللجوء يطلبون منك الشراء.

هنا حضور لنشاط السوري وبحثه عن الاعتماد على الذات كشأن من تركهم في مواجهة حرب طويلة بأصناف الأسلحة معتمداً على سواعده كما يقول الشاب أيمن (25 عاماً) وهو جالس يضمّد جرحه المتقيح يبيع الخبز الحوراني المحبب لزوار المخيم ولكبار السن ممن اعتادوا عليه.

يشير الشاب المبتورة إحدى قدميه إلى أنه اختار هذا العمل بمساعدة والدته التي تقوم بإعداد الخبز عبر عمل يومي يبدأ مع ساعات الفجر الأولى ولا ينتهي إلا مع المغيب بحثاً عن لقمة الحلال بتعبه وكده بعيداً عن شائعات الزعتري ووساوسها مسجلاً استغرابه من استهجان البعض، مكتفياً بالسؤال ذي الإجابة المحسومة "أيهما أفضل العمل أم انتظار المساعدات".

سوق تجاري يوفر بعض المكاسب للاجئين وكذلك للتجار الأردنيين، فالمخيم بات مصدر رزق لهم أيضاً، التاجر الأردني أبو خليل يصف حال السوق "نجلب الخضرة من إربد والغور ونبيعها بالمخيم بأسعار مثل السوق في الخارج ووين في رزق بشتغل مابتفرق عندي".

دكاكين كثيرة تحوّلت مع مرور الوقت إلى سوق تجاري زينته أسماء محلات تعكس حنين أصحابها إلى الوطن الأم، فمن دكان حمص الأبية، و فلافل درعا الصامدة، إلى قهوة النصر القريب، يرتفع صوت ضجيج وازدحام مارة يكاد يعيد للاجئين بعضاً من روح الوطن وإصرارهم بصورة رمزية إلى البحث عن فرص عمل تكفيهم ذل المساعدات.

كما يمكن أن تجد في الشارع الطويل أطرافاً لسوق تصريف الأوراق النقدية هنا اختار العاملون تيسير أمور الناس بقبولهم لأية عملة يحملها زائر أو مقيم الزعتري، ويأخذ تصريف العملة طرافة لدى الحماصنة بالإشارة إلى أن زبائنهم لا يعترفون بالعملة السورية باعتبارها عملة النظام الذي انتفضوا عليه، لكن أبا أحمد الأربعيني يرحب برواده "تكرم بس عشان الثورة".

وفيما تغض مؤسسات المخيم الطرف عن التجارة الناشئة إلا أن بعض الأصوات بدا مطالباً مع توسعه أفقياً بضرورة حصول التجار الجدد على التراخيص اللازمة ووضع مراقبة صحية على مبيعات الأغذية خصوصاً تلك المتعلقة بالمواد الغذائية كباعة الحمّص والفول والفلافل السورية وهوما يثير حنق السوريين الذين يرون في الاتجاه تضييقاً عليهم مطالبين ببدل التراخيص مراقبة طبية من داخل المخيم اذا كانت الجهات المعترضة تخاف على صحة السوريين حقيقة و"ليس تمثيلاً لإعداد مناورة تضيق علينا" يختم الرجل المسن ممن اختار بيع الملابس المستعملة لافتاً إلى أنه غالباً ما يمنح الملابس بدون مقابل خصوصاً لأطفال لا يجدون ما يتدثرون به ويحمي أجسادهم الغضة من برد قارس عرفه الزعتري.

ترك تعليق

التعليق