إنفلات سعر الغذاء مقابل الدولار .. واقع ملتهب يستنزف جيوب المواطن


خبراء يحذرون من ارتفاع التضخم إلى أكثرمن 90%


تشهد أسعار السلع الغذائية ارتفاعاتٍ متسارعة ألهبت الأسواق، كما استنزفت جيوب المواطنين، مع تحذيرات الخبراء بأرقام تضخمٍ بدأت تتجاوز نسبة الـ 90 %.
استمرار العمليات العسكرية أحد أهم أسباب ارتفاع أسعار السلع الغذائية التي تشكل نسبة 42 % من استهلاك الفرد، فما يحدث على طريق درعا أدى إلى شحّ في معظم المنتجات الزراعية، في بلدٍ لطالما تغنى باكتفائه الذاتي بكونه بلداً زراعياً.

وإذا سلمنا جدلاً لنسب المكتب المركزي للإحصاء وتوزيع السلة الغذائية، وإذا ما قارناها مع الدخل، فإن الأسرة السورية التي لا يتجاوز متوسط دخلها الـ 15 ألف ليرة، تستهلك نسبة 42 % من دخلها على الغذاء، ما يعني نظرياً أن 6300 ليرة من الدخل تذهب كمصروف للطعام والشراب، لكن في واقع الأمر أن هذا الرقم لا يكفي لأسرة مكونة من خمسة أشخاص أكثر من أسبوعٍ على الأكثر.حيث تعيش الأسرة السورية باقي الشهر في حالة عوزٍ حقيقي.

ليست مجرد دعابة

الغلاء الذي يستنزف جيوب السوريين، تحدث عنه البعض بروح الدعابة، مقارناً بين سعر صرف الدولار وهو اليوم بحدود 116 ليرة وأسعار المنتجات الغذائية، حيث بلغ سعر الدولار 1.16 مقابل كيلو البندورة التي وصلت إلى 100 ليرة بالعملة المحلية، في حين بلغ سعر الدولار 1.45 مقابل كيلو الكوسا التي وصل سعره بالعملة المحلية 80 ليرة، وبلغ سعر الدولار 2.9 مقابل كيلو البطاطا إذ ساهم كثر المعروض من البطاطا بتخفيض سعرها لتصبح 40 ليرة على العملة المحلية، بينما حافظ سعر الدولار على استقراره مقابل البصل اذ ثبت على سعر 1.65 مقابل كغ بصل، وكذلك حافظ سعر الدولار على سعره أمام صحن البيض اذ بلغ 0.36 مقابل البيض الذي حافظ سعره المحلي على حاجز 325.

ولعل هذه المقارنة لا تأتي من باب الدعابة فقط، إنما تعيد للواجهة النقاش الذي يدور في الأوساط الاقتصادية حول ضرورة إدخال الدولار في التعاملات اليومية للمواطنين ولو بشكلٍ جزئي، لا سيما أن أسعار السلع كافةً بما فيها الغذائية باتت تحسب بسعر الدولار، وفي ظلّ غياب الرقابة بشكلٍ كاملٍ على الأسواق، فإن انخفاض سعر صرف الدولار لا ينسحب على انخفاض سعر السلع التي تتبع الدولار في الارتفاع فقط، وبنسبٍ عالية، وأبرز الأمثلة حالياً هو سعر الطحين الذي انخفض عالمياً "من سعر 80 ليرة للكيلو إلى 55 ليرة"، لكن الخبز السياحي حافظ على سعر 90 ليرة، وأيضاً لم تنخفض أسعار الكعك والصمون وباقي المنتجات، المعتمدة على الطحين.

على عتبة الـ 100 %

وعلى ذلك النحو يمكن قياس واقع باقي المنتجات، وحال الأسواق السورية، ويرى خبير اقتصادي أن الانفلات الحاصل في السوق، والمشكلات التي تمخضت عن استمرار الحلول العسكرية والأمنية، رفع نسب التضخم بشكلٍ حاد، مرجحاً اقترابه من نسبة الـ 90 %، فثبات الدخل، وانهيار القوة الشرائية، والعوامل النقدية الأخرى، ستسير بنا إلى نسب جديدة غير متوقعة للتضخم.

ترك تعليق

التعليق