شائعة رفع سعر جرة الغاز.. النظام يكذب والمواطن يستشعر المصيبة عن بعد

 

 

 إحدى مميزات المواطن السوري التي إكتسبها من ممارسات النظام  هي استشعار المصيبة عن بعد وتحسس وقوعها مسبقاً، فهو بات يعلم جيداً أن الشائعات التي تنتشر حول ارتفاع سعر مادة ما إنما هي مقدمة لرفع سعر تلك المادة بغض النظر عن التصريحات الرسمية التي تتوالي لتكذيب تلك الشائعات، فالمواطن السوري وبعد التجربة على يقين اليوم بأن المسؤول السوري كشهر شباط ليس على كلامه رباط، يكذب الخبر اليوم ليؤكده غداً مع تبريرات وحجج جاهزة لذلك.

 ولعل جرة الغاز تتصدر اليوم واجهة الحدث بعد الشائعات التي تتحدث عن رفع سعرها إلى 700 ليرة، حيث يبلغ سعرها الرسمي الحالي400 ليرة، إلا أنه على الرغم من خروج مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك في دمشق ليؤكد أن رفع سعر المادة مجرد شائعات لا أساس لها من الصحة فإن المواطن لايزال ينتظر قرار رفع سعر المادة خاصة أن مدير التجارة استدرك تصريحه بأن جمعية الغاز قدمت طلباً إلى محافظة دمشق ليتم لحظ أجور النقل المترتبة على تأمين اسطوانات الغاز من بانياس، في ظل تعطل معمل تعبئة الغاز في عدرا أو عدم إنتاج الكميات الكافية للمنطقة الجنوبية، لتضاف هذه الأجور إلى السعر النهائي للمستهلك، وبالتالي ترك مدير التجارة المواطن معلق حيث لم يعطه الجواب النهائي للشائعة، إلا آراء أغلبية المواطنين تجتمع اليوم أن هناك زيادة قريبة لسعر جرة الغاز التي تم رفع سعرها العام الماضي من 250  إلى 400 ليرة.

 وبغض النظر عن مقدار الرفع القادم لسعر جرة الغاز فإن المواطن اليوم يعجز في الحصول عليها إلا من خلال السوق السوداء حيث يضطر لدفع مايقارب الـ 2000 ليرة وأحياناً أكثر لاقتناء جرة تم تعبئة نصفها وسرقة نصفها الآخر من مافيات النظام واللجان الشعبية التي أوكلت مهام توزيع هذه المادة في بعض المناطق، وبالتالي فإن الرأي السائد اليوم هو أن لتلك المافيات وأذرعها دور في افتعال جزء كبير من أزمة الغاز للاستفادة منها وسرقة المواطن.

 وبالعودة إلى موضوع رفع سعر جرة الغاز فإن خبراء اقتصاديون يرون ان النظام يعمل على تأمين موارد مالية معينة له من خلال رفع الأسعار وبالتالي عندما وجد أن المواطن يقوم بدفع 2000 ليرة للحصول على جرة من السوق السوداء، فما المانع من رفع سعر المادة الرسمي إلى 700 ليرة؟!!، بغض النظر عن قدرة المواطن المالية اليوم تحمل هذه الزيادة، وهو ما يجده الخبراء بداية لرفع سعر الجرة في السوق السوداء أيضاً، فالأزمة التي يختلقها البعض ستبقى قائمة على اعتبار أن هناك من يستفيد منها ويجمع ثروات على حساب قوت الناس ولقمة عيشهم.

 يذكر أن المواطن السوري عاش منذ فترة تجربة مشابهة مع رفع سعر سعر ليتر البنزين حيث خرج النائب الاقتصادي في حكومة النظام وقتها وأكد أنه من المستحيل رفع سعر المادة، ليصدر النظام وبعد أيام قليلة قرار رفع سعره ضارباً عرض الحائط كلام النائب الاقتصادي وظروف المواطن المعيشية الصعبة والتي لا تحتمل مثل هذه الزيادة.

ترك تعليق

التعليق