أقارب اللبنانيين المخطوفين باعزاز "يشبّحون" على العمال السوريين


منعت عائلات لبنانيين شيعة خُطفوا في سوريا منذ نحو عام، عمالاً سوريين من التوجه إلى أعمالهم في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله الحليف لنظام "الممانعة " بدمشق، في خطوة ضاغطة دفعهم إليها اليأس من حل قضية أقاربهم.

وأتت هذه الخطوة بعد أيام من إقفال الأهالي محالّ يملكها سوريون في حي السلم الشعبي في الضاحية، ملوّحين بأن تبقى هذه المحال مقفلة "إلى حين إطلاق" المخطوفين.

وغير بعيد من هذا الحي، تجمع أهالي المخطوفين التسعة على الطريق المؤدي ألى منطقة "التيرو" الصناعية صباح اليوم الأربعاء، وأوقفوا كل سيارة يشتبهون في انها تنقل عمالاً سوريين أو يقودها سوريون.

ويرى الأهالي أن التأثير على الوضع المعيشي للعمال السوريين هو السبيل الوحيد للفت الأنظار إلى قضيتهم المعلقة منذ أيار/مايو الماضي.

ومنع أحد هؤلاء الأشخاص بحزم حافلة صغيرة يقودها سوري من متابعة طريقها، قائلاً له "انزل الركاب وعد أدراجك". وترجلت من الحافلة ثلاث تلميذات صغيرات لم يدركن ما يجري.
وحصل المشهد تحت أنظار عدد من رجال الأمن المنتشرين في هذه المنطقة التي عادة ما تعج بالعمال السوريين.

وتوجهت منى ترمس زوجة المخطوف علي ترمس، بالقول إلى السائق "نحن لا نكره السوريين، لكننا نريد أن نوجه عبركم رسالة". أضافت "يجب أن تنظموا اعتصاماً للمطالبة بالإفراج عن أقاربنا، وإلا لا يحق لكم العمل في هذا البلد!".ورد السائق "أنا معكم، أقسم بالله أنني أؤيد قضيتكم"، قبل أن يبتعد عن المكان.

ومنع العامل محمد من الوصول إلى مقر عمله في شركة "بيبسي" للمشروبات الغازية.

وقال هذا الشاب السوري القادم من دير الزور لوكالة فرانس برس "يمنعوننا عن العمل منذ عشرة أيام. لم يعاملونا بعنف... لكن كيف يمكنني أن أساعدهم؟"
ويشدد أهل المخطوفين على أن اليأس هو ما دفعهم إلى خطواتهم الراهنة، لا سيما بعد انقطاع أخبار أقاربهم منذ أربعة أشهر.
وتقول عناية زغيب، وهي ابنة أحد الرجال المخطوفين، لفرانس برس "نعرف أن ما نقوم حرام، لكننا جميعاً وصلنا إلى درجة من اليأس".

وتضيف منى زوجة المخطوف علي ترمس، "لا نكن شعورا بالحقد ضد السوريين الذين يعيشون بيننا منذ 30 عاما"، في اشارة الى الآلاف من العمال السوريين الذين يقيمون في لبنان منذ عقود، ويفيدون من اجور اعلى من تلك التي كانوا يتقاضونها في بلادهم.
وتتابع "طالما ان اقاربنا محتجزون في سوريا، لن نسمح لهم (للسوريين) بتحصيل لقمة عيشهم". وتابعت "زوجي كان يدير متجرا، والآن اضطرت ابنتاي لترك الجامعة لتوفير معيشة العائلة. لماذا يفعلون هذا بنا؟".

وفي حي السلم، يتجمع خارج المحال المغلقة عدد من السوريين الذين باتوا "عاطلين عن العمل" قسرا.

ويقول حسين (26 عاما) الذي يستأجر ثلاثة متاجر لبيع الالعاب والملابس، انه يخسر "250 دولاراً يوميا"، مبدياً خشيته من تطور الأمور إلى الأسوأ كما جرى في صيف العام 2012، حينما بثت وسائل إعلام لبنانية معلومات خاطئة عن وفاة الزوار اللبنانيين، ما انعكس مضايقات وأعمال خطف لفترة محدودة للسوريين.

ويضيف بأسى "نحن أيضا اصبحنا رهائن النزاع"

وتعرضت مجموعة من الزوار اللبنانيين الشيعة للخطف في محافظة حلب قرب مدينة اعزاز في 22 ايار/مايو الماضي، في طريق العودة من زيارة العتبات المقدسة في إيران.

وتبنت الخطف مجموعة يتزعمها شخص يطلق على نفسه اسم "أبو ابراهيم"، ويقول إنه مرتبط بالجيش السوري الحر لكن الأخير نفى أي علاقة له بعملية الخطف.

وأفرجت المجموعة الخاطفة سريعاً عن النساء، في حين أطلقت لاحقاً سراح اثنين من الرجال.


ومنذ ذلك الحين، لم تنجح المفاوضات، وخصوصاً التي أجريت بوساطة من تركيا، في تأمين الإفراج عن التسعة المتبقين.

وتنفي عائلات الزوار الادعاءات التي تحدثت عن انتمائهم إلى حزب الله.

ترك تعليق

التعليق