حين تغدو الفائدة أعلى من مبلغ القرض..مصارف النظام بين.. أسوأ بنك، أفسد بنك، "أخلف بنك"!

 


في برقية سرية مؤرخة 11 مايو/أيار 2009، تدور حول التحديدات التي يواجهها القطاع المالي في سوريا، وبالأخص البنوك الحكومية، تنقل السفارة الأمريكية في دمشق تقييما لعمل هذه البنوك لاسيما بعد فتح المجال للمصارف الخاصة، كاشفة عن هيمنة الفساد على معاملات بنوك الدولة.

 وتضرب الوثيقة مثلاً بالمصرف التجاري السوري، الذي ما يزال يهيمن على قطاع البنوك نظراً لضخامة أصوله، رغم أن هذا المصرف يتمتع بسمعة "غاية في السوء في قطاع خدمة العملاء علاوة على الفساد".

 وتنقل البرقية: في واحدة من آخر حكايات الفساد، أن موظفاً تابعاً للتجاري السوري في حلب، طلب 5 آلاف رشوة من أحد أصحاب معامل النسيج مقابل التوقيع له على قرض بقيمة 75 ألف دولار، لتمويل شراء آلات نسيج من إيطاليا.

 وبعد قرابة 6 أشهر، ذهب صاحب المعمل للحصول على قرضه، فعلم أن الموظف الذي "سهل له القرض" قد طرد، فشرح حكايته للموظف الجديد الذي رفض الاعتراف بما أنجزه سلفه المرتشي، إلا إذا دفع صاحب المعمل رشوة بقيمة 10 آلاف دولار.

 وتعقب البرقية: ولأن الرجل كان غير قادر على تسديد مبلغ الرشوة الثانية، قرر أن يبيع مقر المعمل الذي كان يتم تجهيزه لاستقبال الآلات المستوردة، مع الاستدانة من منافسيه، وهو الآن يعمل على آلات نسيج مستأجرة، في سبيل سداد الديون.
 وتستشهد البرقية بـ"رائد كرواني" الذي تم الاستعانة بمؤسسته في 2007 لإنجاز دراسة جدوى عن إعادة هيكلة البنوك الحكومية، حيث يقول كرواني إن المصرف الصناعي هو أكثر البنوك فساداً في سوريا، حيث عرف عن موظفيه وخلال العشرين سنة الفائتة أنهم لايوافقون على قرض ما لم يحصلوا على نسبة 10% من قيمة ذلك القرض، على سبيل الرشوة.

 وبمراجعة كرواني لسجلات المصرف الصناعي وجد كثيراً من القروض المتعثرة، التي بدل أن يقوم المصرف بشطبها، عمد إلى إعادة جدولتها بشكل متكرر، بحيث غدت الفوائد على تلك القروض أعلى من مبالغ القروض ذاتها.

 أما شادي كرم المصرفي الفرنسي-اللبناني الضليع الذي استعان به نظام حافظ الأسد عام 1996 لإدخال البطاقات الائتمانية إلى السوق السورية، فقد أقر -حسب البرقية- أنه اختار المصرف العقاري لتأسيس هذا المشروع، بدلاً من المصرف التجاري، رغم أن الأخير هو أضخم المصارف السورية على الإطلاق.

 ويفسر كرم اختياره للمصرف العقاري، بقوله إن محمد مخلوف (شقيق أنيسة زوجة حافظ) كان في مجلس إدارة هذا المصرف!، وقد افترض "كرم" أن شخصاً مثل "محمد مخلوف" سيوفر كثيراً من الإجراءات الروتينية التي عرفت بها دوائر الحكومة السورية.

ترك تعليق

التعليق