"البطة الصغيرة".. لعبة سورية خالصة تنتظرها سوق الهواتف الذكية

 


للوهلة الأولى لا نلحظ فرقا كبيرا بين لعبة " DuckyOp " وغيرها من مئات الألعاب التي يمكن تحميلها على الهواتف الذكية، لكن الحقيقة أن "دوكي أوب" تختلف تماما عما سواها، فهي من تصميم سوري بحت، أبدعه شباب أرادوا القول إن بلادهم لا تختصر بالنزاع الدموي الذي تعيشه.

 وتتمحور اللعبة حول قصة بطة صغيرة اعتادت العوم في مغطس الاستحمام وأرادت الهرب والخروج منه؛ ولتحقيق هذه الرغبة على البطة الظريفة التغلب على فقاقيع الصابون التي تعيق دربها.

 قد تبدو هذه القصة التي تعتمدها اللعبة السورية مألوفة جدا، ولكنها تذكر كثيرا من السوريين بصورة ديكتاتور سوريا، الذي تسلل ناشطون إلى بريده الإليكتروني قبل حوالي سنة، وكشفوا من خلاله أسرار حياته الشخصية، ومن بينها علاقة غير اعتيادية تربطه بفتاة اسمها هديل، كانت تراسل الديكتاتور داعية إياه بـ"البطة".

 وقد فجر هذا اللقب قريحة الناشطين السوريين الذين أطلقوا آلاف التعليقات الساخرة بشأنه، وقد يبدو أنه دفع فيما بعد فريقا من الشباب السوري لتصميم لعبة "دوكي أوب"، التي تتناول مغامرات بطة صغيرة، رغم أن ريم قاروط مديرة الشركة تنفي أن تكون اللعبة "عملا سياسيا أو موقفا من النزاع الذي تعيشه بلادها".

 وتؤكد ريم: اللعبة لا تشير أصلا إلى الوضع السوري الحالي لا من قريب ولا من بعيد، ولكن المشروع رسالة أمل مزدوجة، فمن جهة المشروع وسيلة لمن بقوا في سوريا للعمل على شيء ينسيهم المشاكل اليومية، ومن جهة ثانية دليل للعالم بأن لعبة تسلي الكبار والصغار يمكن تصميمها الآن في سوريا رغم الحرب.

ريم التي تقيم في فرنسا منذ 2005 ومديرة الشركة التي أنتجت لعبة الفيديو، تقول لـ"فرانس 24" إن عالم الرسوم المتحركة يأسرها، وإن ألعاب الفيديو وسيلة جيدة في هذا الاتجاه.

 ريم اعتادت العمل مع مواطنيها طويلا، ولم ترغب في الخروج عن هذه القاعدة في مشروعها الجديد رغم المآسي الراهنة التي تمر بها سوريا، حيث تعترف: منذ بدأنا تطوير اللعبة قبل سنة والمخاوف تنتابني من أن يصبح العمل مع من بقي في الداخل مستحيلا. وتضيف: صحيح أن الاتصالات مع سوريا ما زالت قائمة حاليا، ولكن من أصل 10 أشخاص في سوريا كانوا يعملون على هذا المشروع بالبداية، لم يبق اليوم سوى 3 أشخاص.. الآخرون سافروا إلى الخارج للعمل أو الدراسة.

 ورغم التوقعات بتسويق "دوكي أوب" خلال الأشهر القليلة المقبلة، حيث ستكون مخصصة لهواتف "آي فون" و"أندرويد"، فإن اللعبة لم تواجه مشاكل مالية، فعلى ريم تأمين 8 آلاف يورو لبعث الحياة في بطلة اللعبة "البطة"، وللحصول على هذا المبلغ لجأت ريم لموقع على الإنترنت يوفر الدعم المادي التعاوني، وتلقت خلال أسبوع وعودا من رواد الشبكة بمبالغ تعادل 725 يورو.

ترك تعليق

التعليق