مزارعوا الساحل يُغرقون أسواق لبنان بمنتجاتهم ويقطعونها عن الداخل السوري !

كشفت يومية لبنانية عن واحدة من ممارسات نظام الممانعة وأعوانه في تجويع وإفقار ما تبقى من السوريين في الداخل، عندما نقلت عن مصدر مطلع في مجال التصدير أن مزارعي الساحل السوري الذي ينعمون بالأمن لتأييدهم النظام يغرقون لبنان بمنتجاتهم الزراعية.

 وتأتي هذه التصريحات في وقت حلقت أسعار الخضار إلى مستويات جنونية داخل معظم الأراضي السورية فضلاً عن شح كمياتها، رغم أن هذا موسمها، حيث لم يعد كيلو/الطماطم أو الكوسا أو الباذنجان يقل عن 100 ليرة!

 ونقلت صحيفة "ديلي ستار" الناطقة بالإنجليزية عن مزارعين في شمال لبنان تحذيرات باتخاذ تدابير فردية، إذا أخفقت حكومة لبنان في حماية زراعتهم من طوفان المنتجات السورية.

 بيان صادر عن مزراعي عكار أكد أن تدفّق المنتوجات الزراعية بكميات هائلة، سينعكس بشكل سيئ جدا على قدرتنا بتسويق منتجنا, مشيراً أن "المنتوجات السورية تغرق السوق على نحو لم يسبق له مثيل"

 وشرح البيان كيف تدهورت أسعار الخضار بسرعة خلال الأسابيع القليلة الماضية، حتى هبطت لأقل من كلفة إنتاجها، داعياً السلطات اللبنانية لقطع الاستيراد من سوريا فوراً.
 وتابع البيان: سوف لن نبقى صامتين تجاه هذه الحالة، يجب على الحكومة أن تفعل شيئاً وإلا نحن سنكون مرغمين على قطع الشاحنات التي تحمل منتوجات سوريا،ط وإجبارها على العودة من حيث أتت.

 اتفاقية منطقة التجارة الحرّة العربية الموقعة من لبنان، تلزمها بضمان وصول المنتج السوري وغيره من المنتجات العربية إلى السوق اللبنانية دون عوائق.

 رئيس جمعية المزارعين اللبنانيين أنطوان حويك، أكد أن منتجات لبنان تخضع لمعايير صارمة، تؤدّي إلى رفض الشحنات في أغلب الأحيان من قبل الدول العربية، بينما تقوم وزارة الزراعة اللبنانية باستيراد منتجات ذات نوعية لاتطابق المواصفات، وتسمح لكميات ضخمة من المنتج الرخيص والمغلف بشكل سيئ بالدخول إلى السوق المحلية.
 الطماطم، الفريز (الفراولة)، والخيار، تعد من أكثر المنتجات اللبنانية التي تأثرت بالتدفق المتزايد للمنتج السوري، حسب رأي حويك.

 مصدّر مطلع على القضية، قال إن المزارعين على الساحل السوري المستقرّ نسبياً رغم اهتياج الحرب في أنحاء سوريا، يصدرون كميات كبيرة من المنتج إلى لبنان.

 ويأتي هذا التدفق للمنتج السوري، في ظل صعوبات جمة يعانيها المزارع اللبناني في تسويق منتجه، مع التدهور الحاد في طلبات الأسواق الأوروبية، والصعوبة البالغة لإيصال منتجات لبنان إلى دول الخليج العربي، التي تعد أكبر مستورد زراعي من لبنان.

حويك اتفق مع ما قاله المصدّر، منوهاً بأن إنتاج كيلوغرام من الفراولة تكلف المزارع اللبناني بين 1500 و2000 ليرة لبنانية، بينما بالكاد يصل سعره في السوق إلى هذا الحد"، حيث تباع الفروالة السورية بأقل من 800 ليرة عن نظيرتها اللبنانية.

 وتابع حويك: بينما يتدفق المنتج سوري بحرية، فإن سوريا ما زالت تمنع شاحنات لبنانية متوجهة في معظمها إلى دول الخليج، من دخول سوريا والمرور عبرها.

 وكشف حويك أن الحظر السوري على شاحنات لبنان جاء كإجراء انتقامي لتعرض شاحنات وقود سورية للهجوم في لبنان، ما جعل جهود المسؤولين اللبنانيين لرفع هذا الحظر غير مثمرة حتى الآن.
 وواصل: بالرغم من تصريحاتهم الإيجابية، لم يحدث شيء لحد الآن، فالشاحنات ما زالت تمنع من دخول سوريا.

ترك تعليق

التعليق