النظام يُدمّر البيوت حتى يدفع الناس للادخار بالدولار ..انخفاض العقارات 60% في مناطق التوتربدمشق وريفها

تسكين عائلات  تابعة للنظام في بعض البيوت الملاصقة للمناطق المتوتر

توقفت سوق العقارات نتيجة التدمير الممنهج  للبيوت في حرستا ودوما

يتساءل كثيرون عن سوق العقارات في سوريا بعد أن سجلت في السنوات السابقة مستويات قياسية؟
يروي أصحاب مكاتب عقارية أنه في أول الأحداث كان هناك حركة نشطة جداً في سوق العقارات على مستوى البيع والشراء وأيضاً على مستوى المقاولات وبناء محاضر جديدة في بعض المناطق، وكان كثير من السوريين يلجؤون إلى ادخار أموالهم في العقارات اعتقاداً منهم أنه عندما تنتهي الأحداث ستبقى هذه العقارات محافظة على قيمتها.

لكن بعد الحرب التي يشنها النظام والأحداث التي شهدتها حرستا ودوما والتدمير الممنهج للأبنية فيهما توقفت سوق العقارات بصورة تكاد تكون تامة على مستوى البيع والشراء.
ويرى أصحاب الخبرة أن ذلك كان حركة من قبل النظام ليدفعوا الناس نحو الادخار بالدولار بدل العقارات وبهذه الطريقة يرفعون سعر الدولار ويستفيدون من الفارق السعري باعتبار أن معظم الأبنية التي سقطت في حرستا كان بطريقة التفخيخ لهذه المباني ولم تسقط بالقصف.
والنظام مازال مستمراً بسياسة تدمير البيوت لكن أصبح الآن يدمرها بطرق مختلقة كالتدمير بقذائف الدبابات والصورايخ كما يحدث في منطقة جوبر، فلو وقفت الآن بجانب سنتر العباسيين ستتمكن من رؤية جامع العرفان الذي كان سابقاً لا يرى من تلك المنطقة لأنه محاط بالكثير من البيوت وبعض الأبنية القديمة والتي دمرت تدميراً كاملاً بقذائف الدبابات.

لكن في بعض المناطق التي تصنف اليوم بالهادئة نسبياً، والتي فيها حركة إيجارات عالية كمنطقة ابن النفيس أو صلاح الدين ارتفعت فيها  بعض العقارات التي لا تتجاوزأسعارها العشرة ملايين ليرة.
حتى في المناطق القريبة من المناطق المتوترة كمنطقة العباسيين مثلاً هناك حركة بيع ضعيفة جداً تكاد لا تذكر فمثلاً لو كان لديك عقار سعره عشرة ملايين ليرة فممكن أـن يباع شريطة أن يكون سعر البيع مثلا ً ثلاثة ملايين أي بحوالي ثلث القيمة لا أكثر لأن الشاري يقوم بمخاطرة كبيرة بالشراء هناك باعتبارها منطقة ملاصقة لجوبر وفي أي لحظة ممكن أن تصبح منطقة ساخنة.

ولا نستطيع أن ننكر أيضاً أن هناك حالات شراء يقوم بها بعض الأشخاص بسبب تأخرهم في تحويل أموالهم للدولار فيضطرون للادخار بالعقار بسبب الانخفاض الكبير في العملة. مثلاً ذكرت حالة لشخص كان يمتلك 16 مليوناً اضطر لشراء منزل في منطقة القصاع حتى يحافظ على قيمة هذه النقود.
والحقيقة أن أسعار العقارات مازالت تصنّف على العملة السورية فحتى لو حافظت تلك العقارات على القيمة الرقمية السابقة فهي اليوم قد خسرت أكثر من ثلثي قيمتها الحقيقية لكن حتى في ظل انخفاض العملة، فالعقارات ذات الأسعار العالية سجلت أيضاً انخفاض بالقيمة الرقيمة للسعر.

واليوم أصبح بمجرد تصنيف المنطقة بمنطقة ساخنة فهذا يوقف أي حركة بيع وشراء فيها وإذا كانت منطقة ملاصقة للمناطق الساخنة فإنه يخفض أسعارها بشكل كبير، فمثلاً منطقة العباسيين التي هي بجانب السنتر أو الملعب اليوم أغلب البيوت فيها خالية بالرغم أنها لا تبعد أكثر من خمسمئة متر عن ساحة العباسيين، ولولا وجود فرن الخبز في المنطقة وراء الملعب لربما انعدمت الحركة والحياة تماماً في منطقة العباسيين.

احتلال
كما أن النظام هناك يقوم باحتلال البيوت التي تعجب أزلامه ويقوم بوضع عناصر فيها هذا إن لم يطرد سكانها منها، فمثلاً أرملة من الطائفة المسيحية أتى جنود النظام إليها، وقاموا بطردها بالقوة من منزلها واحتلاله وعندما أتت بعد فترة لتأخذ بعض من حاجياتها طردوها أيضاً.
وحتى في المناطق الساخنة، النظام يختار فيها بيوت ويقوم باستباحتها ناهيك عن سلبها وإحراقها كما تم تسجيل وضع عائلات كاملة تابعة للنظام في بعض البيوت الملاصقة للمناطق المتوترة.

الإيجار
أما بالنسبة للإيجارات، فالمناطق السياحية كالتجارة والقصاع هي بالأساس أسعارها غالية فقد كانت سابقاً تؤجر بالليلة أو الشهري المفروش للعائلات الخليجية أو للسياح، فهذه المناطق سجلت انخفاضاً في أسعار الإيجارت رغم اعتبارها من المناطق التي لم تدخل بعد على خط المناطق المتوترة، لكن غيرها الميسات، ابن النفيس، المهاجرين... الخ، سجلت أسعاراً قياسية بالنسبة للأجارات فبعضها ارتفع بنسبة 100% كما أن الريف الذي لم يشهد سخونة كبيرة حتى اليوم كمنطقة جرمانا أو صحنايا فإنها أيضاً سجلت ارتفاعاً بأسعار الأيجارات بين 10% الى 50%.
وفي بعض المناطق كالمناطق الملاصقة للفروع الأمنية يمنع وضع عائلات من المناطق المتوترة كدوما مثلاً أو حرستا أو داريا ....الخ.
الريف
أما بالنسبة للريف غير الخاضع للنظام اليوم فحركة البيع والشراء تكاد تكون صفراً وحتى بالنسبة لحركة الإيجارات فهي أيضاً معدومة فهناك هيئة شرعية تقوم بوضع العائلات الهاربة من مناطق الصراعات في البيوت الخالية، والتي نزح أصحابها منها وتقوم هذه الهيئة بستجيل كافة محتويات البيت قبل تسليمه لهذه العائلات للمحافظة على محتوياته وهذا ما يحدث في كثير من مناطق الغوطة الشرقية ككفر بطنا وسقبا وحمورية ..الخ.
خلاصة القول إنه في ظل هذه الحرب التي يشنها النظام على شعبه أصبح الأشخاص لا يملكون نقوداً، حتى يقوموا بادخارها في العقارات أو أي شيئ آخر وأصبح هناك نظام تكافلي جديد بحيث تقوم أكثر من عائلة باستئجار بيت واحد، ويأكلون سوياً للتخفيف من أعباء المصاريف في ظل الارتفاع الشديد في الأسعار وقلة الموارد النقدية. وأصبح أغلب البيوت الدمشقية يحتوي على أكثر من عائلة يقطنون معاً مما يعيدنا لتذكر البيوت الدمشقية القديمة قبل أكثر من ستين عاماً.

ترك تعليق

التعليق