ماركات حمصية على قارعة الطريق... محلات الصفيح ملاذ البائع والزبون

عند دخولك مدينة حمص المحاصرة ونزولك من الباص أول مايلفت نظرك تلك العلب المصنوعة من الحديد والمسقوفة بالتوتياء, تتجول لتكتشف أن 60% من محلات المدينة تحولت لعلب من الصفيح, فمع حصار المدينة وتقسيمها بتلك الجدران والحواجز وانتشار القناصة ومنع التجول في أسواقها القديمة ومحاصرتها بالجدران, كمنطقة الساعة القديمة وسوق المسقوف ومركز المدينة الذي يضم مبنى البلدية والسرايا, غادر معظم السكان وأغلقوا محلاتهم لتسيطر تلك الظاهرة التي انتشرت قرب حي الانشاءات والوعر ومنطقة الغوطة.

ملوك الماركات 
محلات المعجنات والألبسة والأحذية والحلاقين، ملوك الحلويات الحمصية تحولت محلاتهم لعلب حديدية على أرصفة المدارس والحدائق وتلك المساحات المهملة أصلاً في بعض الشوارع, وتوزعت أفرع بعض المحلات لتشمل المناطق الثلاثة في حمص لصعوبة الحركة والتنقل بين المناطق إن احتجتَ لسلعة ما.

فعلى سبيل المثال تجد ملك الحمّص أبو شمسو في الوعر والغوطة وكرم الشامي, و"مغطوطة" الجلبجي على العربات والمحلات في تلك المناطق, ملوك البن وحلاوة الجبن كذلك على الأرصفة أو في علب الصفيح المنتشرة, ظاهرة استمرت واستنفذت تلك المناطق ومواردها من ماء وكهرباء وخدمات.

وحسب الإحصاءات الثورية فمنطقة الوعر وحدها تحوي أكثر من 800 ألف شخص مابين نازح من مناطق الحصار وساكن أصلي، حيث شكل المجموع عبئاً على شبكة الكهرباء التي أصبحت من نوادر تلك المنطقة, الفضلات وأكياس القمامة أغلقت بعض المداخل وشبكات الصرف الصحي شبه منهارة حسب نشطاء من سكان المنطقة.

جغرافيا الصفيح
وتتراوح أسعار "محلات الصفيح" كما أخبرنا بعض مالكيها ما بين الـ60 ألفاً والـ 120 ألفاً حسب الموقع ونوع الحديد المستخدم والخدمات المتوفرة في تلك المنطقة ويلعب الموقع غالباً الدور الأكبر في رفع السعر, فمثلاً محل خضار في شارع الخراب ضمن السوق يصل أحياناً للـ200 ألف ليرة سورية أما إن كان على الأطراف وعلى طريق سريعة فلا يتجاوز ثمنه الـ 50 ألفاً وهي فوق الكلفة بقليل.

وحسب سكان من منطقة الغوطة -التي لايتجاوز عدد سكانها الـ 150 ألفاً، والتي كانت عصب حمص الرئيسي وحاضن محلاتها الفاخرة كشارع الغوطة والدبلان وسوق الجينز - فإن علب الصفيح تلك انتشرت حول مدرسة غرناطة وبعض الأحياء فيها كالمنطقة التي تضم المدارس بسبب الطوق الأمني وقربها من محيط مركز المدينة الفارغ إلا من الشبيحة والقناصة وعناصر النظام, كما تعرّضت المحلات في تلك المناطق للسلب والنهب والتكسير من قبل عناصر الأمن المنتشرين في الأحياء.

حمص والتي تعاني الحصار "الخانق والاستثنائي" كما أخبرنا نشطاء وسكان المناطق معرضة لانتهاء الموارد فيها بسبب التعامل العشوائي والاستنزاف غير المسؤول لطاقات تلك المناطق والتي إن كان أحدهم مسؤول عنها فهو النظام.

ترك تعليق

التعليق