تأكيداً لمانشرته "اقتصاد" قبل شهرين ..إعلام النظام يقرّ بـ "دولرة جزئية" للتعاملات التجارية بدمشق

أقرّت عدد من وسائل إعلام النظام اليوم بوجود "دولرة" للتعاملات التجارية في دمشق، وصفتها بـ "الجزئية".
وذهب تقريران إعلاميان على الأقل في وسيلتين محسوبتين على النظام إلى تأكيد وجود "دولرة" للتعاملات التجارية من جانب أصحاب المستودعات التجارية.

وكانت "اقتصاد" سبّاقة في رصد مؤشرات بدء "الدولرة" في بعض التعاملات التجارية في دمشق، خاصة على مستوى عدد من تجار الموبايلات وذلك بتاريخ 25 مارس/ آذار الماضي.
وفي هذا السياق، يفرض التساؤل الآتي نفسه: لماذا لا يبيع التجار بضائعهم بالليرة السورية بقيمة توازي قيمتها بالدولار في السوق السوداء؟
من البديهي هنا أن نذهب إلى أن التجار يريدون أولاً الاحتفاظ بالدولار معهم، لأن الحصول عليه ليس سهلاً هذه الأيام، فتقارير إعلامية عديدة أكدت أن حركة بيع الدولار في السوق السوداء شبه متوقفة والحصول على الدولار ليس بالأمر السهل.

وثانياً، فإن تذبذب سعر الدولار واستمراره في الارتفاع يجعل تجار الجملة الذين يستوردون بضائعهم بالدولار يخسرون، لأنهم حينما يبيعون بضاعة معينة بسعر دولار محدد اليوم، ويأخذون مقابلها ليرة سورية، سيعجزون بعد بضعة أيام عن شراء نفس كمية الدولار بنفس كمية الليرة السوية، الأمر الذي يدفعهم إلى "دولرة" تبادلاتهم التجارية حتى في السوق المحلية، خشية خسارة القيمة الحقيقية لأموالهم.

هذه الخلاصة تدفعنا إلى توقع المزيد من التدهور في سعر صرف الليرة مقابل الدولار في الأيام المقبلة، خاصة أن بوابة "الدولرة" فُتحت وأصبحت القضية قضية وقت كي تتسع...لكن هل يعني ذلك أن سعر الدولار سيستمر بالصعود في الأيام المقبلة؟

الإجابة البديهية الأولى، نعم، لكن شيء من التدقيق في بعض وقائع السوق السوداء للعملة في دمشق، وبعض آراء المختصين والعاملين فيها قد يذهب بنا إلى استنتاج معدّل شيئاً ما.

فجميع التقارير الإعلامية، وتصريحات المتعاملين الميدانية، تؤكد أن عرض الدولار ضعيف في السوق السوداء، مقابل الطلب عليه، وأن هناك حركة شراء للدولار، لكن لا توجد حركة بيع، مما يعني أن الدولار يفقد مرونته كسلعة، أي أن المشتري حينما يبحث عن دولار يجده بصعوبة كبيرة، ورغم أن ارتفاع الطلب يؤدي إلى ارتفاع سعر الدولار، إلا أن عدم قدرة العرض على تلبية الطلب، سرعان ما يدفع من يبحث عن دولار إلى الانكفاء عنه باتجاه سلعة أخرى، قد تكون الذهب، مما يؤدي لاحقاً، وبصورة تراكمية، إلى تراجع سعر الدولار، وبالنهاية توازنه عند سعر محدد، طبعاً شريطة ألا تنزل كميات جديدة من الدولار إلى السوق من مصدر جديد غير المصادر التي تموّل السوق السوداء بالدولار اليوم.

وكخلاصة....فإن فتح باب "الدولرة" سيؤدي إلى ارتفاع في سعر الدولار بدايةً، وسيستمر هذا الارتفاع إلى حد يعجز فيه عرض الدولار عن تلبية الطلب عليه، فيبدأ سعره بالهبوط تدريجياً، إلى نقطة معينة، يتوازن فيها الطلب مع العرض، فيستقر سعر الدولار وينحصر تذبذبه لحين من الزمن.
أي أن الدولار إلى ارتفاع على المدى القريب، لكن إلى الانخفاض على المدى المتوسط، ومن ثم الاستقرار على المدى البعيد.

مانشرته "اقتصاد"قبل حوالي شهرين 

"اقتصاد" ترصد مؤشرات "دولرة" التعاملات التجارية في دمشق...والصيارفة يترقبون ارتفاعاً جديداً 

ذكر مصدر من سكان العاصمة دمشق لـ"اقتصاد"أن بعض التجار بدؤوا يحصرون تعاملاتهم بالدولار     المزيد

ترك تعليق

التعليق