الدردري بين الحق والباطل


يدخل عبدالله الدردري اليوم من بوابة النظام كرجل حيادي ممثلاً ل"بان كي مون" همّه أن يغزل كعكة إعادة إعمار سوريا بلقائه معاون وزير خارجية النظام بعد أن خرج من نافذة الإبعاد عن أرفع منصب ...إلا أن أغلب التكهنات أن خيطاً ما ما زال يربط الدردري بالنظام من خلال تصديه لهذه المهمة الخطرة، والتي لا يقبل بها من خرج ضد سياسات الدردري الاقتصادية التي كانت متبعة.
أسئلة الاقتصاد لا شك أنها كبيرة في سوريا قبل الثورة ...ولكن بعدها لم تعد أسئلة بل تحولت إلى كوارث ضخمة تتراكم يوماً بعد يوم كما يتراكم دمار الموارد والبلد والناس والأرواح.

من اللحظة الأولى لم يكن مبرراً تدمير موارد البلد من أجل شخص أو عائلة.
النظام لم يفكر إلا بنفسه، ومشكلة من مازال موالياً للنظام مازال مؤمناً أن هذا النظام من الممكن أن يقود البلد واقتصاده إلى بر الأمان بعد على خشبة طافية في بحر لاتعرف له حدود!!.
لا يستطيع اليوم أي جهبذ اقتصادي معرفة أرقام الخسائر الاقتصادية لكثرتها وفي مختلف القطاعات بدءاً من البورصة الوهمية أو الكاذبة مروراً بالأموال التي خرجت من سوريا
إلى أصغر بيت تضرر.

نعم تم تخريب معظم مجالات القطاعات الاقتصادية وأبرزها الصناعة والزراعة وهما القطاعان الأكثر حيوية واللذان يوفران فرص عمل هائلة ويعتبران من قطاعات الاقتصاد الحقيقية، ورغم ذلك ثمة من يخرج اليوم ويحدثك عن أسرار صمود الاقتصاد السوري!!.
وبان السر وراء هذا الصمود أن الاقتصاد حقيقي وليس اقتصاداً خدمياً.
..فالزراعة مر أكثر من موسم ولم يستطع أهل الزراعة عمل شيء، كنا ننتج القمح من 3 إلى 4.5 مليون طن سنوياًنكتفي باحتياجاتنا ونصدر الفائض..اليوم نستورد الطحين وعلى شكل مساعدات.

في الصناعة توقفت أغلب شركات القطاع العام الصناعي منذ اللحظة الأولى وتحولت ثكنات عسكرية..أما المعامل والشركات الخاصة، فحدث ولا حرج عن تفكيك وإخراج مكنات وآلات المعامل وزحفها إلى دول أخرى كتركيا ومصر والأردن، وسرقة ما تبقى ...!.
عن أي اقتصاد حقيقي يتحدثون وحال الاقتصاد هذا؟!، عن أي اقتصاد يتحدثون وسعر صرف الدولار مؤشر أحمر وكبير على انهيار الليرة السورية التي أصبحت بحدود ربع ما كانت عليها قيمتها منذ عامين ؟!.

الاقتصاد السوري المدمّر كأي شيء سوري صرف يريد أن يتوقف القتل والتدمير الذي بدأه النظام ولم ينهه حتى الآن ليستطيع بناء ذاته وإعادة التوازن له من جديد، لكن بمعزل عن الدردري وخيوطه وغزله الذي قد يكون حقاً يُراد به باطل.

ترك تعليق

التعليق