الفساد في أبشع صوره.. "البوط العسكري" يوظف ويقيل ويوزع مال السوريين

في ظل استعار نار الطائفية التي أوقدها بشار الأسد ومليشيا حزب الله، كان من الطبيعي لمعظم ناشطي الثورة السورية ومناصريها أن يركزوا على النفس الطائفي الكريه الذي فاح من أحد المقاطع المصورة مؤخراً، حيث يعتلي عميد ركن من قوات بشار المنصة ليخطب في جمع من الشبيحة، بينما تتردد هتافات تتوعد برفع "رايات الحسين على مطار منغ"!


ووسط انشغال الكثيرين بفضح هذا التجييش، غاب عن هؤلاء مسألة خطيرة جداً كشفها المقطع المصور، وهي وصول الفساد إلى مستويات لا يمكن تصورها، بحيث أن من يتصرف في موارد الدولة ويوظف ويقيل، هو "لابس البوط العسكري الأسدي" لا أكثر ولا أقل.

ففي المقطع المصور يبدو العميد محمد خضور، وهو يعد من سينضمون لحملات التشبيح بالتوظيف، بل ويمنح زيادة 50% لكل موظف من الشبيحة قرر الانضواء تحت حملته الطائفية.

وجاءت هذه الوعود في حضور أكبر شخصية قيادية على مستوى حلب، وهي المحافظ وحيد عقاد؛ ما يعني أن المحافظ عمليا ومهما كانت درجة ولائه لم يعد يعدو كونه "واجهة" لحكم "البوط العسكري"، الذي يصرف من موازنة سوريا بغير حساب، ويوزع ما نهبته عائلة الأسد وحاشيتها طوال العقود الماضية على من يرغب ممن ينعتهم بـ"الوطنيين"، مقابل سرقة وتدمير كل مقومات حياة السوريين الذين اختار لهم النظام لقب "الإرهابيين"!

وقد عرف السوريين عبر العقود التي حكمتهم فيها عائلة الأسد وحاشيتها ضروباً خيالية من الفساد ونهب المال العام، بدءاً من مصادرة (استملاك) مساحات شاسعة من أراضيهم وتوزيعها على ضباط الأمن والجيش في صورة بناء مساكن لهم، وانتهاء بالاستئثار في كل عائدات النفط وإخراجها من حساب الموزانة العامة، مروراً بإفشاء الرشوة وتنصيب "واجهات" من رجال أعمال مشبوهين لإدارة ثروات العائلة المستبدة، فضلاً عن السيطرة على جميع القطاعات الاقتصادية الحيوية وتقاسمها بشكل فاضح، مثل إعطاء الاتصالات لآل مخلوف، والإنشاءات والمقاولات الكبرى لآل شاليش.. إلخ ومع كل هذا الفساد الذي أدخله النظام في كل تفاصيل السوريين، فإن هؤلاء لم يكونوا يظنون أن يأتي عليهم يوم ويشاهدوا بأم أعينهم كيف يبذر "شقفة عميد" مالهم ويوزعه وكأنه مال أبيه.

وبعد هذا المقطع الفاقع، بات من حق السوريين أن يتساءلوا عن طبيعة الخيال الذي يمكن لهم أن يستعينوا به ليلموا ولو بجزء بسيط من هاوية الفساد التي أوقع النظام فيها سوريا، وبات من حقهم أن يتساءلوا: إن كان عميد واحد من آلاف العمداء والضباط يتصرف هكذا، فما بالكم بكبير العصابة وزعيم اللصوص، الذي فاق "علي بابا" وجمع حوله أكثر من أربعين.. بلا شك!

وقد بث ناشطون مقطعا مصورا قالوا إن "استخبارات لواء التوحيد" صورته من داخل اجتماع للشبيحة في بلدة "نبل" الشيعية في ريف حلب الشمالي.

وبدأ العميد الركن محمد خضور لقاءه بالشبيحة بترديد شعارات طائفية من قبيل: لبيك يا حسين، سنرفع راية الحسين في منغ، سنقاتل تحت راية الحسين.

وبحضور محافظ حلب محمد وحيد عقاد،وأمين فرع حزب البعث الحاكم هلال هلال، بدأ خضور في عرض عدد من المزايا والمغريات على الراغبين في الالتحقاق بصفوف الشبيحة، مؤكدا أنه سيجعل نبل و الزهراء بعد انتهاء الأزمة عاصمة الريف الحلبي، وكل طلباتها مجابة.

وأبان خضور المنتمي إلى الطائفة العلوية أنه جاء مع 300 عنصر من الحرس الجمهوري وسوف يكمل العدد من أهالي نبل و الزهراء.

وأوضح أن الهدف من هذه الحملة هو فك الحصار عن نبل و الزهراء و جلب الأسلحة الموجودة في مطار منغ ووضعها في هاتين البلدتين من أجل حمايتهما، وفتح الطريق منهما إلى حلب.

ترك تعليق

التعليق