أنيس لـ"اقتصاد": نطلب من التجار والمنظمات الدولية المساهمة في سبيل كفالة العملية التعليمية

أكد مدير مكتب التربية والتعليم والثقافة في المجلس المحلي بمدنية حلب، عبد الكريم أنيس ،عزم المجلس إجراء امتحانات الشهادة العامة لطلاب الثالث الثانوي بفرعيها العلمي والأدبي، بنموذجين حديث وقديم، لافتاً إلى انه لم يتم تعيين مراكز امتحانية بعد. وأما عن الموعد النهائي للامتحانات فكشف أنيس أنها ستجرى في الفترة التي تلي عيد الفطر القادم.
جاء ذلك في حوار لـ" اقتصاد" مع مدير مكتب التربية والتعليم والثقافة في المجلس المحلي بمدنية حلب، تناول جملة قضايا تتعلق بوضع العملية التعليمية في المناطق المحررة بحلب، وخاصة ما يتعلق منها بامتحان الشهادة الثانوية العامة، وما يتعلق بقضايا التمويل لعمل المجلس في هذا المجال.

وتعرض "اقتصاد" نص الحوار بالتفصيل:

• هل يعتزم المجلس المحلي بحلب الإعداد لامتحانات الشهادات العامة في المناطق المحررة من حلب؟ وما هي الإجراءات المتخذة للتحضير للعملية الامتحانية؟
- صحيح، إن شاء الله يعتزم المجلس المحلي بمدينة حلب وبإشراف المجلس المحلي بمحافظة حلب إقامة امتحانات الشهادة العامة لطلاب الثالث الثانوي بفرعيها العلمي والأدبي، بنموذجين حديث وقديم. وبهذا الخصوص فإن مكاتب التعليم، في المحافظة والمدينة وبالتعاون مع جهود مديري المدارس في المناطق المحررة والمدرسين فيها، يقيمون ورشات عمل بحسب ما تتيح الظروف الأمنية يتشاورون بموجبها حول آليات العمل الامتحاني من حيث وضع تصورات للقيام بهذه العملية بطريقة سلسة تضمن حقوق الطلاب المطلوبين بشكل عام في المناطق المحررة، الذين يعتبرهم النظام البيئة الحاضنة للثورة ضده، أو المطلوبة أهاليهم للأجهزة الأمنية للنظام المجرم للحصول على حقهم الطبيعي في الخضوع للامتحانات ومتابعة تحصيلهم العلمي رغم الظروف القاسية والمجحفة للمناطق المحررة والمنكوبة، تتضمن هذه الآليات دراسة مواقع المراكز الآمنة التي تكون بعيدة نسبياً عن مناطق الاشتباكات اليومية لاعتمادها كمراكز امتحانية.

• نشرت وسائل إعلام أن رابطة المدارس السورية هي الجهة المسؤولة عن التربية والتعليم في المناطق المحررة...وأنها ستنسق مع المجالس المحلية في المدن والبلدات المحررة، فهل تم التنسيق معكم بهذا الخصوص؟ وهل أنتم حقاً تتبعون توجيهات الرابطة بخصوص إدارة العملية التعليمية في المناطق المحررة؟
- لا يوجد لدي اطلاع بهذا الخصوص والعلاقة التي تربط مكتب التعليم بالواقع الخارجي هي عبر مكتب التعليم في مجلس المحافظة.

• أُشيع أن امتحان شهادة المرحلة الثانية التعليم الأساسي(التاسع) سيُعد انتقالياً لهذا العام...هل تستطيع تأكيد ذلك لنا؟
- نعم هذا صحيح، شخصياً كنت أود أن يبقى الوضع على ما هو عليه ولكن الجهة المعنية بشؤون التخطيط هي مكتب التعليم في مجلس المحافظة وكان هذا توجيهاً منها.

• هل ستعتمدون المناهج المدرسية المعتمدة من جانب النظام في امتحان الثانوية العامة؟ وما وضع مادتي التربية القومية الإشتراكية والشرعية في امتحانات الثانوية العامة في المناطق المحررة؟
- ليس كل ما صدر عن مؤسسات الدولة كالمؤسسة التعليمية من مناهج وأبحاث هو أمر باطل وعليه يؤخذ بالمناهج الحالية في المرحلة الراهنة وحتى استقرار الأوضاع ويهمل كل ما يشير للنظام المجرم والذي كان يظهر الدولة السورية وكأنها مزرعته الخاصة.
- المناهج التربوية التعليمية وتطويرها أمر بالغ التعقيد والكلفة وهو أمر يحتاج وقتاً مديداً واختصاصيين محترفين كل حسب مجاله، يمتازون بالحيادية ومن المشهود لهم بفكرهم وعطائهم وإخلاصهم، ونقاء سريرتهم ليقوموا بهذا الأمر. يحتاج هذا الأمر بشكل أساس لجلوس السوريين كافة من أجل مراجعة حقائق تم تشويهها وقصص وحكايا تم فرضها من قبل النظام المجرم وتم اعتمادها وكأنها حقائق، من مثيل كتب التاريخ.
- بالنسبة لكتاب التربية  القومية "الوطنية "فسيتم اعتماده في المرحلة الحالية، وأما عن التربية الدينية "الشرعية"فسيتم إدخال علاماتها ضمن المجموع العام للشهادة الثانوية.

• هل تسمح الظروف الأمنية في حلب بتنفيذ الامتحانات العامة؟ وهل حددتم مواعيد ومراكز الامتحانات؟
- يثبت الاستعداد لهذه الامتحانات بُعد نظر ونضوج السوريين في المناطق الثائرة وأن المستقبل هو ما ينظر إليه السوريون وليس الحاضر الدامي مهما اشتدت فيه دوامة الصراع باتجاه التغيير نحو دولة الحرية والمؤسسات.
نحن الذين نصنع الواقع ونحن الذين نتحدى الصعوبات. نعلم أن الظروف الأمنية صعبة ولكن بعزيمة الشباب الذين أسقطوا سلطة الطغيان سنعمل قدر الإمكان لتحقيق الشروط التي تكفل عملية امتحانية ذات مصداقية بعون الله.
لم يتم تعيين مراكز امتحانية بعد، وأما عن الموعد النهائي للامتحانات فهي بعون الله ستتم في الفترة التي تلي عيد الفطر السعيد، وسيتم الاعلان عن ذلك قريباً.

• ما هي الجهة التي ستشرف على الامتحانات العامة؟ وهل تظن أنكم تملكون القدرة على إدارة عملية امتحانية نزيهة تخلو من الغش والتسيب في القاعات الامتحانية قدر المستطاع؟
الحقيقة سنقوم بدعوة كل الجهات التي تدّعي دعمها للثورة السورية وعلى تلك الجهات أن تدرك أنها ستكون على المحك في شأن مراقبة نزاهة العملية الامتحانية من حيث أن مراقبتها ستستوجب منها اعترافاً بمهنية ومصداقية العملية الامتحانية التي تعد انتصاراً للثورة ضد نظام صادر كل مكونات الدولة السورية ومؤسساتها الشرعية لتكون رهينة لمشيئته الأمنية.
بالنسبة للمقدرة على إدارة العملية في الظروف الحالية فأنا أحب أن أؤكد أن الثوار سيبذلون قصارى جهدهم كي يسدوا أي خلل قد يشكل ثغرة يعيب على الثوار حسن تنظيم هذه العملية الهامة للمرة الأولى بعيداً عن وصائية النظام المجرم.

• هل من جهة مسلحة ستُعتمد لحماية المراكز الامتحانية؟
نعم سنقوم بدعوة الفصائل المسلحة التي أثبتت نزاهتها ووطنيتها كي تمنع أي حوادث قد تخرج عن السيطرة بسبب فوضى السلاح.

• أُشيع أنكم ستحاولون الحصول على اعتراف تركيا ومصر واليونسكو بالشهادات الثانوية العامة التي ستصدر للطلبة الناجحين في المناطق المحررة...فهل تم ذلك؟
سنحاول وبكل الجهود المتوافرة للثوار كي نحصل على اعتراف من كل الجهات الدولية، الأجنبية أو الشقيقة، اللازمة كي يتم الاعتراف بجهود الطلاب أولاً، وبجهود الثوار ثانياً وبكل شروط النزاهة والمصداقية التي تعطي للثورة السورية إمعاناً بالاهتمام بشؤون هامة غير الشؤون العسكرية المتعلقة بالدفاع ضد عدوان النظام الأسدي المجرم على المجتمع المدني السوري البطل.

• نشرت صفحة المجلس المحلي لمدينة حلب على الفيسبوك عدة بوستات حول دورات لطلاب البكالوريا في بعض المراكز بإشراف المجلس المحلي وبتمويل لمدرسين عاملين فيه من جانب المجلس، فمن هي الجهة التي ستموّل هذه المراكز الامتحانية لصالحكم؟ وهل سينال المدرسون رواتب...ما قدرها؟ وعلى أية أُسس سيُعتمد المدرسون في هذه المراكز؟
الحديث عن الدورات المجانية المكثفة لطلاب البكالوريا صحيح، وهذا أقل ما يمكن أن يقدمه مكتب التعليم والتربية والثقافة في مجلس مدينة حلب لأهله من الطلاب وذويهم على حد سواء في ظل هذه الظروف الخانقة اقتصادياً على السوريين كافة بالإضافة لكونها دلالة هامة على أن الشعب السوري شعب حي لا يستوقفه عن طلب العلم وصناعة المستقبل أي ظروف حالكة كالتي تمر بها الأراضي السورية اليوم في ظل مخاضها العسير للتخلص من النظام الأسدي المجرم.
من حيث تمويل هذه الدورات فهذا أيضاً صحيح فقد تم الاستعانة بمدرسين يمتلكون كفاءات مناسبة كي يقدموا المعلومة بسلاسة وبالشكل الأمثل للطلاب. أما عن ناحية التمويل فنحن نطرق كل الأبواب للوفاء بالعهد الذي قطعناه للمدرسين كي يحصلوا على أجر جهدهم الذي لا يقدر بثمن، ونحن نطلب من كل قادر مادياً من التجار السوريين أو العرب أو المنظمات الدولية أن يساهموا بما يستطيعون في سبيل كفالة العملية التعليمية وأن الاستثمار بهذا الباب تنمية مجتمعية في حقل صناعة الإنسان وهو حقل هام جداً في صناعة منظومة الحضارة.

• هل يتم تمويل عمل مكتب التربية والثقافة في المجلس المحلي بمدينة حلب من الجهة الممولة؟ وهل تستطيع أن تحدد لنا قيمة التمويل بصورة دقيقة؟
في العلاقة التشاركية بين مجلس المدينة والمحافظة يتم استقطاع مبلغ خمسة بالمائة من دخل المجلسين في صناعة العملية التعليمية وهي نسبة خجولة جداً في ظل الظروف القاسية والكارثية التي يعيشها السوريون في المناطق المحررة والمنكوبة ونحصل على هذا التمويل المستحق من جهة ما توفره المساعدات الخارجية عبر المعارضة السورية للشعب السوري ويصرف هذا التمويل في الشؤون المدنية حصرياً ولكنه حتى الآن مجرد وعود كاذبة تعد بالكثير ولا تقدم سوى النزراليسير.

ترك تعليق

التعليق