إعلام النظام يقرّ عن غير قصد بجريمة تجويع أهالي الغوطة

ربطة الخبز في الغوطة بـ 100 ليرة سورية بسبب التضييق في إدخال الطحين

في بعض الهفوات يقرّ إعلام النظام، بجرائم من يعمل لصالحه، وإن بصورة غير مباشرة، أو ربما غير مقصودة.
ففي خبر هامشي في صحيفة رسمية ، تطلب غرفة صناعة دمشق من وزارة الصناعة التوسط لدى الجهات المعنية لتسهيل إدخال المواد اللازمة لأصحاب المنشآت في منطقة الغوطة والتي تصنع منتج قمر الدين لاسيما أن هذه المواد تعتبر أساسية وداخلة في هذه الصناعة ومنها القطر الصناعي وزيت الزيتون المتوفرة في الأسواق المحلية حيث أن مادة المشمش متواجدة بكثافة في الغوطة وهي موسمية تبدأ من الشهر السادس وتنتهي في الشهر السابع ولذلك تأمل الغرفة تلبية طلبات الصناعيين.

الخبر للوهلة الأولى ذو طابع اقتصادي- إجرائي، لكن التدقيق فيه يكشف أن إعلام النظام يقرّ، ربما عن غير قصد، بالحصار الجائر الذي يفرضه جيش وأمن النظام على الغوطة الشرقية بريف دمشق، والذي لم يعد ينحصر على البعد العسكري- الأمني، بل بات يطال أيضاً المواد التموينية الرئيسية للمدنيين الذين لا يزالون صامدين في تلك المناطق.

وكانت وسائل إعلام عديدة، وصفحات كثيرة في الفيس بوك، قد تداولت معطيات، وتناقلت نداءات استغاثة، تُفيد بأن الأهالي الباقين من المدنيين في بلدات وقرى الغوطة الشرقية يُعانون من حصار خانق يفرضه النظام على كل ما يدخل من مواد غذائية وتموينية إلى تلك المناطق.
وفي نداء استغاثة ذكرته إحدى التنسيقيات على الفيس بوك، فإن أهالي الغوطة والبالغ تعدادهم أكثر من مليون ونصف المليون نسمة، حسب نص النداء، يعانون من فقدان أكثر المواد الغذائية في الغوطة بسبب الحصار المطبق لنظام الإجرام الأسدي على الغوطة المحررة بهدف تركيعها واقتحامها، لا سيما مادة الطحين التي تمر منها كميات نادرة وبصعوبة بالغة إلى داخل تلك المناطق المحاصرة، الأمر الذي رفع تكلفة تصنيع ربطة الخبر في بعض الأفران التي لا زالت تعمل في الغوطة إلى 100 ليرة سورية علماً أنها تباع بـ 15 ليرة سورية فيما توقفت معظم الأفران عن العمل بسبب نفاذ المخصصات والمدخرات من الطحين والمازوت.

ترك تعليق

التعليق