الأهرام : اللاجئون السوريون في مصر يعيشون "مأساة حقيقية"

حاولت "الأهرام" أن تنقل جزءاً من صورة اللجوء السوري في مصر، واصفة وضع اللاجئين بأنه "مأساة حقيقية"، رغم المساعدات التي تقدمها لهؤلاء جمعيات خيرية فضلاً عن المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، لكنها نوهت بأن التسجيل في المفوضية يضمن في غالب الأحيان للاجئ كل ما يسد رمقه ويكفيه ذل السؤال.
وتمضي الصحيفة: في مترو الأنفاق قابلنا فتاة لاتتجاوز الثالثة عشر من عمرها تحمل جواز سفرها السوري وتقف في خجل ضمن عربة السيدات تطلب المساعدة، سألناها عن حالها فقالت: والدي مريض بالقلب ووالدتي تعاني من حالة عصبية ولي سبعة أشقاء, وحتى نواجه احتياجاتنا الضرورية اضطررت لطلب المساعدة خاصة أننا نعيش في شقة صغيرة من غرفتين وصالة ودورة مياه مشتركة مع ثلاث أسر أخرى من سوريا.
وأوضحت الفتاة أن أسرتها لجأت إلى جمعية خيرية أمدتهم بقليل من الأرز والسكر وأعطتهم20جنيهاً! 
وأضافت: لاأحد من الأغنياء السوريين يساعدنا, وبعض المصريين يمد لنا يد المساعدة وبعضهم يتجاهلنا.

منسق شؤون اللاجئين السوريين في مصر محمد الطويخم نفى بدوره أن يكونوا ممن يهملون أوضاع السوريين ويتركونهم بلا عون، موضحاً أن المساعدات تأتي من جميع دول العالم الإسلامي, كما إن فرص العمل متاحة، فهناك أماكن تطلب سوريين تحديداً للعمل لديهم نظرا لإتقانهم أو كنوع من مد يد العون لهم, لكن للأسف هناك من يضطر للتسول بسبب ضيق ذات اليد.

عبد الرحمن ربوع عضو تيار التغيير الوطني السوري، يوضح أن من يقرر النزوح من سوريا إلى مصر لابد أن يكون قادراً ماديا لأنه يحتاج على الأقل من 15 إلى 20 ألف جنيه، بداية من خروجه حتى وصوله واستقراره بمصر، ولكن بعد فترة قصيرة ينفذ المال ويكون مستحقاً للمساعدة.
ورأى ربوع أن أكبر مشكلة تواجه السوريين عند وصولهم مصر هي السكن والعمل، وهناك الكثير من المصريين يوفرون للسوريين أماكن للسكن مجاناً أو بشكل مدفوع من قبل طرف المحسنين، ويقوم البعض بتأجير وحداتهم السكنية الخالية بثمن رمزي.
وبالنسبة للعمل فهناك فرص هنا للسوريين للعمل في المطاعم والكافيتريات أو حتى في مجال تسويق المنتجات المصرية.
وأشار ربوع أن هناك جهات كثيرة ترعى السوريين في مصر وتقدم لهم المساعدات، سواء المادية أو الغذائية، فبمجرد تسجيل السوري اسمه وأسرته لدى مفوضية اللاجئين يعين له دخل نقدي ومعونات غذائية شهرية، من جمعيات أهلية خيرية بالإضافة إلى الرعاية الصحية والإعانة التعليمية.

ويروي ربوع أنه تعرض لموقف محرج عندما اتصل به صديق مصري ذات مرة وأخبره أنه جمع تبرعات كبيرة من الملابس والأحذية لمساعدة أسرة سورية وجدها تجلس في الشارع بالقرب من سوق السيارات بمدينة نصر، ودعاه للذهاب معه وعندما وجدت هذه الأسرة سيارة الملابس رفضت تسلمها، قائلة: نحن لا نريد ملابس بل نريد مالاً.
ودعا ربوع إلى عدم مساعدة هؤلاء بشكل مباشر وإنما من خلال الجمعيات الخيرية المختصة بذلك، حتى يصل التبرع إلى مستحقيه، فهذه الجمعيات لديها قوائم بالأسر السورية المحتاجة والأرامل والأسر التي فقدت عائلها.
ومن هذه الجمعيات التي تهتم بذلك: بيت العائلة، دلائل الخيرات، جمعية رابعة العدوية، هيئة الإغاثة بمسجد مصطفى محمود، مركزالإغاثة المصرية لمساعدة السوريين، ووزارة الأوقاف، وغيرها من الجمعيات التي تقدم إعانة كل 6 شهور شرط التسجيل لدى مفوضية اللاجئين.

محمد نورس إمام مسجد بالغردقة، نزح هو وأسرته من سوريا منذ 8 أشهر، قال إن أول شيء فعله هو الذهاب للتسجيل لدى المفوضية العليا حتي يضمن له ولأسرته الحماية والحصول على البطاقة الصفراء، فحاملها له مميزات كثيرة، وبموجب هذه البطاقة يعتبر لاجئاً لدى مفوضية الأمم المتحدة للاجئين، فلا يجوز ترحيله حتى وإن كانت لديه مشكلة أمنية في البلد اللاجئ إليه، إلى جانب الحصول على معونات شهرية مادية وغذائية من الجمعيات الأهلية، وتوفير الرعاية الصحية لدي بعض الجهات الطبية والتعليم مجاناً، بالنسبة للتعليم الأزهري.
أما بالنسبة للتعليم الخاص فتتحمل المفوضية نفقات الطالب السوري، وذلك من التعليم الأساسي حتى الجامعي.

أمجد سوري يعمل في أحد المطاعم المصرية السورية بالقاهرة أكد توفر فرص العمل في مصر، التي قال إنه وصله منذ شهرين ونصف لا أكثر، ومع ذلك استطاع الحصول على عمل بسهولة، مبيناً أن المطعم الذي يعمل به صاحبه مصري ويديره سوري، والعاملون به أغلبهم سوريون.

وعن ظاهرة التسول من بعض السوريين يقول أمجد إنه لا يوجد داعٍ للتسول فالمعونات والمساعدات المادية والغذائية التي نحصل عليها من الجمعيات الأهلية كثيرة، إضافة إلى دخلنا من العمل، وكل ذلك يساعدنا على العيش بكرامة على أرض مصر، حسب قوله.

ترك تعليق

التعليق