لندن تستضيف معرضا فنيا هُرّبت لوحاته من سوريا

تشهد العاصمة البريطانية لندن معرضا يضم مجموعة من الأعمال الفنية هربت من داخل سوريا، سعيا إلى تسليط الضوء على محنة السوريين داخل بلدهم الذي تمزقه الحرب.

فادي حداد أحد المسؤولين عن المعرض، أوضح أن الهدف هو تقديم جانب آخر للصراع المستمر في سوريا.
وقال حداد: نحن في جمعية موزاييك أحببنا أن نقدم الجانب الثاني من المأساة التي يمر فيها الشعب السوري.. الجانب الثاني منها هو أنها ليست حربا وقتلا، بل هي معاناة الشعب بحد ذاته.

"حداد" الذي هو من أهالي دمشق، شارك في "تهريب" الأعمال الفنية التي يضمها المعرض من سوريا، التي كان يدخلها عن طريق الأردن أو لبنان أو تركيا.

وأضاف: معظم الأعمال هربت من سوريا بطريقة صعبة، حرصا على الفنانين أو الأشخاص الذين حاولوا إخراج الأعمال من الداخل. 

ويضم المعرض أعمالا خلت من التوقيع، وأعمالا أخرى أخرجت من سوريا غير مكتلمة وأكملها مبدعوها في الخارج بعد رحيلهم من البلد.

وأقر حداد أن إخراج هذه الأعمال من سوريا تطلب وقتا طويلا تعدى 6 أشهر، وأن هناك أعمالا لم يتم التمكن من إخراجها حتى الآن.

في المعرض لوحة للطبيب الفنان طارق طعمة صور فيها مشهدا حقيقيا في مدينته حمص، وهي تظهر طفلا مقتولا وجهه ملطخ بالدماء. 

وذكر طعمة (34 سنة) أنه يشعر بقسوة الصراع رغم وجوده في الخارج بعيدا عن سوريا وعن حمص.
وتابع: الرسالة هي رسالة عامة لكل الناس، أن ما يحدث في سوريا مشكلة إنسانية، وأن البشرية كلها يجب أن تسعى لإيقاف هذا الأمر، قد تكون الفكرة رومنسية كثيرا، لكن لابد من رفع الصوت، فمع أصوات الرصاص التي نسمعها، لابد من سماع الصوت العقلاني، ولابد من وقف الجنون، بغض النظر عمن يمارسه، هذه هي الرسالة الأساسية.

ويضم المعرض مجموعة متنوعة من اللوحات المرسومة بالزيت والصور الفوتوغرافية ورسوم الكاريكاتير والتركيبات الفنية.

ومن المعروضات مجموعة لوحات بعنوان "وجوه من سوريا" لفنان طلب أن لا ينشر اسمه، تضم وجوها بيضاء بلا أعين أو آذان، تعبيرا عن العالم الذي "يقف متفرجا على الجريمة التي ترتكب في سوريا". 

ويستمر المعرض حتى الأول من سبتمبر/ أيلول، وينوي المسؤولون عنه بيع الأعمال المعروضة بالمزاد وتخصيص العائد لتقديم مساعدات طبية للسوريين في الداخل.

ترك تعليق

التعليق