عبء على اقتصاد أرمينيا ومكسب له.. أرمن سوريا يودعون سوريا للأبد

قبل نحو عام كان ينظر الأرمن السوريون إلى خروجهم من سوريا باتجاه أرمينيا على أنه أمر مؤقت، ريثما تفرج الأزمة ويعودون إلى المدن والأحياء التي استوطنوها هم، ومن قبلهم آباؤهم وأجدادهم.

لكن هذه النظرة تغيرت كليا في الآونة الأخيرة، حسب ما يقول فردوس زاكريان المسؤول في وزارة "الشتات" في أرمينيا، والذي يوضح أنه وخلال العام الماضي، كان حوالي 90٪ من الأرمن السوريين يؤكدون سعيهم للعودة إلى سوريا، غير أنهم الآن يفكرون في اتخاذ أرمينيا وطنا لهم، إلى النهاية.

وتسعى أرمينيا إلى أن تظهر مزيدا من كرم الضيافة لـ"أبنائها" الذين عادوا إلى حضنها من سوريا، رغم ما يعترض "يريفان" من مشاكل وتحديات اقتصادية ضخمة، على رأسها البطالة، التي تدفع آلاف الأرمينيين للهجرة.. فكيف سيكون على بلد "طارد" لسكانه ان يستقبل سكانا جددا؟!

فالحكومة الأرمينية تحتاج لإيجاد سكن وفرص عمل ومدارس لتيار متدفق من الوافدين، فيما لاتزال تكافح للتعامل مع هجرة يدها العاملة، حيث تظهر بيانات رسمية أن قرابة 50 ألف أرميني هجروا البلاد في 2012 بحثا عن الرزق. 

لكن ما قد يساعد أرمينيا على تحمل أبنائها الوافدين، هو تراجع سكان البلاد بقرابة 3 ملايين نسمة، فضلا عن أن جزءا من الأرمن السوريين جلب معه أمواله واستثماراته وخبراته التي ستفيد أرمينيا بلا شك، وهكذا يبدو أرمن سوريا مكسبا لـ"يريفيان" ربما بنفس القدر الذي يشكلون عبئا عليها.

ترك تعليق

التعليق