سواتر رملية لحماية أرواح وممتلكات سكان المدن المحررة

بعد أن زالت آثار النظام عن المدن المحررة أصبحت تدير أمورها بنفسها من خلال مجالس محلية أو هيئات شرعية، وتعاني هذه المدن من كابوس تركه النظام كمسمار جحا، في كل منطقة بناء على مواقع المدن والقرى فخصص ثكنة عسكرية مدعومة ولها خلفية إمداد يقاتل عنها لآخر رمق، فترك مثلاً وادي الضيف الذي يذيق منطقة معرة النعمان وريفها الأمرّين، وترك معمل القرميد الذي يذيق سراقب وسرمين وبنش وتفتناز والنيرب الأمرّين، حتى أنه اضطرها للنزوح عدة مرات و ترك عشرات الشهداء في كل مدينة نتيجة القصف العشوائي الذي لا يفرق فيه بين حجر وبشر وشجر، فمدينة سراقب عانت من معمل القرميد الأمرّين أيضا، ودفعت عشرات الشهداء سواء قضوا في منازلهم أو في الشوارع أثناء نزول القذائف العشوائية، ما اضطر أصحاب المحلات ومن أجل الاستمرارية في الحياة إلى اللجوء لطريقة أشبه بخنادق أو بالأصح متاريس الحروب فأصبح كل محل أو عدة محلات على صف واحد تضع أكياس الرمل على طول الرصيف بارتفاع المحل خوفاً من قذيفة قد تودي بالمحل وصاحب المحل.

يخبرنا السيد أ .ع: أنه وضع المتاريس الرملية بالشراكة مع أصحاب المحلات على نفس الصف لحماية نفسه أولاً، ويقول لا ندري متى ولا أين تنزل القنبلة فلعل هذه الأكياس الرمليه تحمي أرواحنا من الشظايا التي تنتشر لمسافات كبيرة و تكون قاتلة، ويضيف أنه اتفق مع بقية أصحاب المحلات على وضع هكذا ساتر وكان الجميع مؤيد للفكرة.

أما السيد م .ص فيقول لم أكتفِ بوضع أكياس الرمل، فبنيت هذا الحائط من البلوك أمام المحل على الرصيف أحمي به محلي وزجاج المحل حتى لا يتحول الزجاج إلى شظايا قاتلة وحتى أحفظ المحل من الدمار لأنه مصدر رزقي الوحيد.

من الجدير بالذكر أن المحلات في المدينة أغلبها، إن لم يكن كلها، بدون زجاج نتيجة الشظايا وضغط القذائف، وقد أغلفت جميعاً، بدل الزجاج المكسور، بالأغلفة الشفافة.

هذا حال السوق والمحلات الفرعية في سراقب كلها ولا تختلف بقية المدن المحررة والتي تقع تحت مرمى الثكنات العسكرية عن هذا الحال، ويستمر الوضع على ما هو عليه وتستمر الضحايا بالسقوط نتيجة القصف العشوائي، ويستمر الناس بالتحايل من أجل العيش، ولكن إلى متى .. وإلى متى يستمر صبر الناس على هذا الحال؟

ترك تعليق

التعليق