عائدون إلى درعا: صواريخ في السماء والعنقودية في الأرض وبينهما أسعار "مولعة"

الموت ولا والزعتري "عبارات رددها السوريون كثيرا فأخذت نصيبها من التنفيذ ليعود أبناء المحافظة الحدودية لاستقبال أكثر من الموت في مدنهم وقراهم يبدأ من استمرار الهجمات الصاروخية وإلقاء البراميل المتفجرة من السماء، وصولا للقصف المدفعي وامتلاء أراضيهم بالقنابل العنقودية التي تركتها قوات النظام السوري مزروعة في استقبالهم وبين هذا وذاك ثمة غلاء فاحش ما عادت الناس قادرة على تحمل تبعاته وضغوطه.

وفي شرق المحافظة أم غربها فالأمر سيّان، يقول حمزة الأحمد من العائدين حديثا إلى درعا بلدة معربة 40كم شرقا:"كل يوم قصف مدفعي وصاروخي، عدنا من الزعتري، لأن الثورة هنا والمقاومة هنا ورفاق الدرب هنا أنجزنا الكثير لكن يوميات القصف مستمرة رغم أن المنطقة الشرفية بعمومها محررة لكن صواريخ النظام تصل الينا وتقصفنا مدفعيته من السويداء عشية كل يوم، فنختار مرغمين التهجير الداخلي إلى بعض القرى المجاورة ". خيارات "كالمستجير من الرمضاء بالنار" يختم حمزة بعد عودته لكنه يلمح إلى أسئلة عن حماية المدنيين العائدين أو الباقيين في بلداتهم هل عليهم مزيد من هذه اليوميات التي يصفها بـ"لعلقم".

وبالاتجاه إلى شمال شرق المحافظة، فقد سجلت بلدة "علما" الحدث المكرر جراء القنابل العنقودية المزروعة في أراضي المحافظة ليسقط 9 جرحى بينهم نساء وأطفال جراء انفجار لغم أرضي يصفه الناشطون بالقنابل العنقودية.

ويطالب العديد من نشطاء الثورة بحضور الجهات الدولية المختصة بنزع الألغام لتمكين الناس من استمرار الحياة في قراهم، لافتيين إلى أنهم باتوا الأقدر على التعاطي مع يوميات القصف بأنواعها من خلال لجوئهم إلى بعض البيوت المغطاة أو المحفورة في التربة لكن إشكالية القنابل العنقودية لا يعرفون كيفية التعاطي معها.
 
ويشير الصحفي محمد الحمادي إلى أن إشكالية العنقودية لا طاقة للناس بمواجهتها فقد زرعتها قوات النظام في الأراضي التي انسحبت منها وهو ما يفرض على بعض المنظمات الإسراع بإزالتها، مضيفا أن بعض المنظمات العاملة في هذا الاتجاه قد بدأت، لكن يبدو أنها اختارت مناطق الشمال السوري دون الالتفات إلى الجنوب الذي بدأ يعاني من نوعية هذه القنابل وغيرها. 

ويطالب الحمادي بجهود مجتمعية لتوفير الحد الأدنى من مقومات الحياة البشرية للعائدين إلى مدنهم والباقين في قراهم سواء لجهة توفير مناطق أكثر أمنا، أم لجهة نزرع القنابل إضافة إلى ضرورة الإسراع بالدعم الإغاثي للصامدين هناك، لافتا إلى أن ثمة ارتفاعات شاهقة في أسعار السلع في الأسوق المحلية مترافقا مع انهيار في قيمة الليرة.

وحذر الحمادي عبر "اقتصاد" إذا استمر واقع الحال بهذه الصورة فإن موجات نزوح غير مسبوقة ستعرفها الحدود الأردنية السورية سيما وأن العديد من العائدين إلى سوريا سرعان ما أعادوا سيرتهم الأولى عبر عودة اللجوء، حتى ولو إلى الزعتري فالمقارنات غير ممكنة أمام تردي الأوضاع من جميع الجهات".

وبحسب بعض النشطاء فإن أسعار السلع التي تشهدها درعا غير مسبوقة تاريخيا، إذ تضاعفت بشكل كبير ومتواتر ويومي وبلغت أسعار اللبن العادي وزن 1كغ 150 ليرة، فيما كان أعلى سعر وصله قبل الثورة/25/ ل.س فيما بلغ سعر اللبن المصفى 1كغ 425 ليرة سورية، أما البلاء الأعظم ففي اللحوم حيث بلغ سعر الفروج الني وزن1 كغ 540 ليرة وبلغ سعر شرحات الدجاج 1 كغ 975 ليرة وبلغ سعر الفروج المشوي بـ 1200 ليرة، وكذلك الأمر بالنسبة للفروج البروستد، أما لحم العجل فارتفع ليبلغ 1250 ليرة للكيلو الواحد ولحم الغنم بلغ 1800 ليرة في حين سجل صحن البيض حدود 500 ليرة كما حلقت الزيوت ليبلغ سعر عبوة 20 لتر 15 ألف ليرة، وبلغ سعر الزيت الأبيض "القلي" سعة 1 لتر 400 ليرة، أما بالنسبة للخبز فقد بلغ سعر ربطة الخبز السياحي 135 أما ربطة الخبز العادي تتراوح من 50 إلى 75 ل.س، حتى قرص الفلافل ارتفع سعره إلى 7 ليرات. 

وتبدو فواحش الأسعار غير المسبوقة غير مستجيبة للهضم خصوصا في المحافظة الزراعية والتي كانت تعتبر حتى الأمس الغوطة الجنوبية لدمشق العاصمة. 

ترك تعليق

التعليق