سوريا بعيون تقرير أممي.. تدهور مستمر يضرب الإنتاج الزراعي والحيواني في مقتل

رسم تقرير أممي صورة قاتمة لواقع سوريا الزراعي والحيواني، خلال العام الحالي، موضحا استمرار التراجع في إنتاج المحاصيل الأساسية لاسيما القمح، مع تواصل التدهور في قطاع الإنتاج الحيواني.

وقالت منظمة الأغذية والزراعة الأممية (فاو) إن حصاد محصول القمح لهذا العام في سوريا، قد يتقلص بنسبة 14%، مقارنة بحصاد العام الفائت.

وأوضحت المنظمة في تقرير لها أن إنتاج القمح قد يهبط إلى 2.4 مليون طن في 2013، قياسا إلى 2.8 مليون طن خلال 2012، منوهة بأن هذا الرقم يبقى "منخفضا جدا"، مقارنة بمتوسط الإنتاج الذي تجاوز 4 مليون طن سنويا، في السنوات الممتدة بين 2000 و2010.

وأكدت "فاو" أن الإنتاج الكلي للحبوب في سوريا (قمح، شعير، ذرة، حبوب أخرى) قد لا يتخطى بمجمله 3.48 مليون طن، أي بنسبة هبوط 8 بالمئة عما كان عليه قبل سنة.

وتابع تقرير المنظمة: تقلصت المساحات المزروعة بالحبوب بسبب تكاليف الإنتاج العالية، وانخفاض عدد العمالة الزراعية، والعنف المتواصل، ومغادرة الفلاحين أراضيهم وحقولهم.

كما نوهت "فاو" بمشاكل أخرى أثرت على إنتاج الحبوب، مثل انقطاع الكهرباء، الذي أدى إلى توقف مضخات الري؛ بالتزامن مع شح الوقود وغلاء أسعاره، ما أسهم في تقلص مساحات الحبوب المروية.

وفي القطاع الحيواني، أبانت "فاو" أن إنتاج الدواجن تقهقر بواقع 50 بالمئة قياسا إلى 2011، بينما تراجع عدد الخراف 35 بالمئة، موضحة أن بعض المربين السوريين يبيعون ماشيتهم إلى البلدان المجاورة (الأردن، لبنان، تركيا، والعراق)، سعيا وراء الحصول على أسعار أعلى.

ولفتت المنظمة إلى خطر عبور الماشية من سوريا إلى دول الجوار، لاسيما مع فقدان الأدوية البيطرية في سوريا، ما يرفع معدلات نقل تلك الماشية غير المحصنة لأمراض عدة، قد تصيب القطعان الحيوانية ضمن البلدان التي بيعت فيها.

وطبقا للمنظمة التابعة للأمم المتحدة، فإن الطلب على استيراد الحبوب قد يرتفع بنسبة 5 بالمئة مقارنة بالسنة السابقة، حيث تحتاج سوريا إلى مشتريات من القمح تعادل حوالي 1.47 مليون طن في موسم 2013-2014.

وذكّرت "فاو" بأن النقص الحاصل في الأغذية بالتزامن مع ارتفاع أسعارها الجنوني، يهدد 4 ملايين سوري بفقدان "الأمن الغذائي".

ترك تعليق

التعليق