مراقبون: حملة النظام لاستعادة قيمة الليرة وهمية، والدليل في الأسواق

يحاول النظام بماكينته ثلاثية الأبعاد (الأمنية، المالية، الإعلامية) أن يكُسب الليرة نظريا ما خسرته عمليا، بعد مرور قرابة سنتين ونصف على أزمة شكّلها وفق مقاسه، ليهلك من خلالها الحرث والنسل، مجسدا شعار "إحراق البلد" بحرفيته.

ويستدل مراقبون على أن المكاسب التي حققتها الليرة لا تعدو أن تكون فقاعة، لا سند واقعيا لها، من خلال تذكيرهم بفرط التضخم الذي تئن تحت وطأته البلاد، فمند أن شن النظام أحدث "حملاته" على الدولار، تراجعت العملة الأمريكية قرابة 65 ليرة، من أعلى مستوى بلغته، ولكن ما الذي حدث في الأسواق؟

يجيب مراقب مطلع: منذ بداية حملة النظام التي تزامنت مع دخول شهر رمضان، قفزت أسعار السلع في سوريا بشكل غير مسبوق، لاسيما الأغذية، ما يعني أن مكاسب الدولار ليست سوى أوهام، قد تنطلي على غير المختصين أو المشتغلين في سوق الصرف، لكنها حتما لم تنطل على التجار، الذين وصل الدولار في حساباتهم إلى أكثر من 350 ليرة، وإلا لما كانوا مداومين على رفع أسعار بضائعهم، في وقت يشكون فيه قلة المبيعات نتيجة الغلاء وارتفاع سعر الصرف.

فيما يشبّه أحد المطلعين على سوق الصرف حملة النظام على الدولار بحملته العسكرية، فكلاهما يحاول النظام من خلالهما أن يظهر نفسه بصورة المسيطر، ومالك زمام المبادرة، وكلاهما يحقق "إنجازات"، ولكنها هلامية ومؤقتة، إلى درجة أن "الانفجار" الذي سيعقب "الحملة الدولارية" قد يكون مدويا بشكل لايحتمل.

ويتابع: كيف تسترد أي عملة في العالم جزءا جيدا من قيمتها، ولا ينعكس ذلك انخفاضا ملحوظا على أسعار السلع التي تُشترى بتلك العملة؟!، منوها بأن ما حصل هو العكس تماما، حيث لم تغل أثمان بعض السلع، بالنسبة التي غلت فيها منذ انطلاق "الحملة.

ويتابع: انظر من حولك لتكتشف، كما يكتشف معظم السوريين، أن الأسواق تشتعل، فيما النظام يحول الأنظار إلى سعر صرف الليرة، الذي لم يعد يقدم ولا يؤخر، لاسيما بعد أن فقد السوريون آخر "قطرة" ثقة في عملتهم.

ويرى خبير آخر أن تدخل المصرف المركزي مرتين خلال أيام معدودة لكبح سعر الصرف، خطوة ستزيد الطين بلة، وهي في حقيقتها موجهة لضرب "صغار المضاربين" وتأديبهم، حتى لا يعودوا لاقتناء الدولار، لكن هذه اللعبة لا تمر على "الكبار"، الذين يعرفون أكثر من أي شخص أن حقن إنعاش الليرة لم تعد تجدي، إلا كما تجدي صعقات الكهرباء في قلب شارف على التوقف.

وتدخل المركزي مرتين في الأيام الماضية ليضخ كمية من العملة الأحنبية في شركات الصرافة، لمساعدتها على "تلبية الطلب على القطع الأجنبي"، وقد أدى ذلك إلى تراجع سعر الدولار إلى 245 ليرة اليوم الاثنين. وينوي المركزي عقد جلسة تدخل جديدة يوم الثلاثاء 16 تموز الحالي.

وخلال أقل من أسبوع على بداية رمضان، كسرت أسعار المواد الغذائية كل الحواجز السابقة، وارتفعت بواقع 25% لبعض السلع، كالأرز ومنتجات الألبان، على سبيل المثال.

ترك تعليق

التعليق