الدولار.. القدرة على الاستقرار تحدد المسار

في وقت بات سعر صرف الدولار أمام الليرة مرتبطا بمعيشة السوريين، أكثر من أي فترة مضت، يتساءل الكثيرون عن مصير الدولار في السوق السوداء، وهل سيبقى هذا السعر مواظباً على المنحى الهابط، أم سيُعاود التحليق مرة أخرى؟

تختلف قراءات المراقبين في هذا الشأن، وإن كان الجزء الأكبر منهم يميل إلى أن نجاح مصرف سوريا المركزي في خفض سعر صرف الدولار أخيراً، لا يعدو كونه استثناء في مسيرة ارتفاع سعر صرف الدولار، الذي لم يتوقف منذ بداية الأزمة، مطيحاً بقيمة الليرة السورية.

وإن كان المركزي قد تمكن، عبر عدة جلسات لبيع القطع الأجنبي، من خفض قيمة الدولار إلى ما يُقرب نصف قيمته عند أعلى سقف وصل إليه مطلع الشهر الجاري، فإن هناك من يشكك في إمكانية تمكن المركزي من المحافظة على الدولار عند هذا السعر، أو قريباً منه.

وللوقوف على قراءة أقرب إلى أرض الواقع، أجرت "اقتصاد" اتصالاً مع متعامل بالعملة الأجنبية في السوق السوداء في دمشق، وقد رأى هذا المتعامل أن لدينا أسبوعان فقط من الترقّب، سيُحددان مصير سعر صرف الدولار لاحقاً.

وأوضح المتعامل، الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه، أنه في حال صمد الدولار عند السعر الذي وصل إليه، أو قريباً منه بهامش محدود، صعوداً أو هبوطاً، لمدة أسبوعين، فإن سعر صرف الدولار سيُعاود الهبوط، وقد يصل إلى حدود 130 ليرة للدولار.

وأبان المتعامل أن الكثير ممن اشترى دولار بأسعار عالية مؤخراً يترقّب وضع الدولار اليوم بحذر، ففي حال بقي مستقراً عند هامش 180- 190 ليرة للدولار، أو قريباً منه، فإن هؤلاء سيندفعون إلى بيع الدولار الذي يملكونه، خشية هبوط جديد في السعر؛ ما سيؤدي إلى زيادة العرض من الدولار في السوق، وبالتالي انخفاض سعره بالفعل.

أما في حال عاود سعر الدولار خطه البياني الصاعد بفروق كبيرة بعيداً عن حاجز 180 ليرة، فإن هذا المسار المتصاعد سيستمر، وسيكسر الدولار أرقاماً جديدة غير مسبوقة.

وختم المتعامل معتبراً بأن مصير سعر صرف الدولار يرتبط بقدرة المركزي على تأمين استقرار الدولار عند الهامش الذي وصل إليه أخيرا، لمدة كافية، تُوحي للجميع بالاستقرار.

ترك تعليق

التعليق