أسر البادية السورية بلا غذاء.. وإعلام النظام يروج لمحافظ حمص الجديد رجلاً للإقناع

حمص وباديتها حصار مزهق للأرواح ومدن وأحياء مدمرة وحصار اقتصادي وعكسري لإخضاع المدينة وأهلها وصولا إلى ريفها وباديتها الأشهر التي تنقل مصادر موثوقة تتمثل بنشرة الجفاف الصادرة بالتعاون بين "وزارة الزراعة السورية ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة –فاو"، إلى أن 55% من قاطني المناطق الهامشية في البادية لا يتوافر لديهم الغذاء، و32% لا تتوافر لديهم مياه الاستخدام المنزلي.

فيما يروج إعلام النظام لحضور محافظ حمص الجديد طلال البرازي والثالث منذ اندلاع الثورة بأنموذج رجل الإقناع رغم دوي صوت المدافع وأزيز الطائرات وحصار لا ينتهي تشهده أحياء المدينة. 

وتؤكد نشرة الجفاف أن 61% من أسر البادية السورية وضعها صعب، مقارنة بـ49% في الشهر الماضي، و22% وضعها عادي، و17% وضعها صعب جداً، على حين لم تتجاوز نسبة توافر الأعلاف للقطيع في هذه المناطق 47%.

وتذهب النشرة الصادرة حديثا لقراءة المشاكل المتفاقمة ولكن بالأسعار الرسمية أو المعلنة رسميا، وهو ما توضحه القراءة المتأنية لمعطيات النشرة ومعالجتها متناسية أن أسواق الأعلاف شهدت ارتفاعات متوالية وبصورة متسارعة سواء لجهة ما ارتبط بالمستورد من مكونات المواد العلفية أو تلك المنتجة محليا، إضافة لإغلاق مطارح واسعة من البادية أو تدميرها وصعوبة التنقل وإيصال الأعلاف كما كان سابقا بين المحافظات السورية. 

وتلفت النشرة إلى أن الإنفاق على تغذية الرأس الواحد من القطيع، وصل الشهر الماضي إلى 457 ليرة مقارنة بـ249 ليرة في الشهر الأسبق 2013، معتبرة أن 30% من وضع القطيع في مناطق البادية سيئة، و63% عادي، و7% سيئ.

وتوصف "الجفاف" في أحدث إصداراتها استمرار الأوضاع الصعبة لأسر صغار المربين والمزارعين في مناطق البادية والهامشية، بسبب استمرار ارتفاع أسعار المواد الغذائية ومستلزمات الإنتاج ومعاناتها من صعوبة تأمين مياه الشرب والاستخدام المنزلي، بينما حافظت المواشي على وضع مقارب لأوضاعها في الشهر الفائت وهي بنسبة 60 إلى 70% بوضع مقبول إلى جيد، مع تأكيد أهمية الرعاية البيطرية ولاسيما في مناطق الجزيرة والعمل على تأمين الكفاية من الأعلاف.

ولاحظت النشرة تراجع المراعي الطبيعية في بادية السويداء وريف دمشق والأجزاء الجنوبية من بادية دير الزور وحمص، على حين هي مستمرة ضمن حدود المقبول في باقي المناطق، وتتوافر المياه اللازمة لسقاية المواشي بشكل مقبول في معظم مناطق البادية، باستثناء بادية الرقة، وتعاني السويداء ودرعا من صعوبة في تأمينها، لافتة إلى صعوبات "لم تحددها"، في عمليات تسليم الإنتاج الزراعي ولاسيما القمح والشعير مكتفية بإسناد السبب إلى "صعوبة النقل".

وأكدت نشرة مراقبة حالة الجفاف، أن 78% من أسر البادية لا يتوافر الغذاء لديهم في الشهر الماضي مقارنة بـ41% في شهر أيار الماضي، وأن 66% من هذه الأسر لا يتوافر الماء لديهم و34% المادة متوافرة، لتخلص النشرة إلى أن 44% من أوضاع هذه الأسر صعب، و19% شاق، و37% عادي.

وتنقل صحيفة "الوطن" المقربة من النظام السوري أن الأسرة الواحدة في البادية أنفقت 15879 ليرة على التغذية خلال شهر حزيران الماضي، مقارنة بـ11732 في كانون الأول 2012 أما في المناطق الهامشية، فوصل الإنفاق على الغذاء للأسرة الواحدة في الشهر المنصرم 15 ألف ليرة مقارنة بـ11200 ليرة في كانون الأول الماضي.

ترك تعليق

التعليق