بين فوضى الأسواق والدولار... العائلة السورية منهكة وموائد رمضانية لاتحتوي الكفاف

تزداد أيام رمضان قساوة على السوريين مع غلاء جنوني يجتاح الأسواق ويجعل موائدهم الرمضانية تكاد لاتحتوي على الكفاف الذي يسد رمق الصيام طوال النهار، حيث تدخل االسلع والمواد الغذائية الأساسية في دوامة ارتفاع وانخفاض الدولار فترتفع بارتفاعه بينما لاتهبط مع هبوطه المؤقت الذي يفتعله النظام بين الفينة والأخرى، ليستيقظ المواطن السوري كل يوم مع تسعيرة جديدة للحوم والخضراوات والفواكه، لدرجة باتت فيها تختلف تسعيرة البضائع من محل إلى آخر وهو ما جعل من معظم أصحاب المحال يمتنعون عن وضع الأسعار على البضائع كما جرت العادة، مستفيدين من حالة الفلتان والفوضى وانعدام الرقابة في الأسواق.

وأشارت السيدة منى بأن صاحب إحدى محال الفروج بات يغطي التسعيرة الملصقة على الحائط بقطعة قماش بحجة أن الأسعار تختلف بين ليلة وأخرى وأحياناً بين ساعة وأخرى، وبالتالي فهو يغير التسعيرة حسب حالة الدولار، وتابعت منى بأن ذلك بات حال أغلب المحال وخاصة محال اللحوم حيث أصبحت بعيدة عن متناول شريحة كبيرة من المواطنين.

ويصل سعر كيلو الفروج اليوم إلى 650 ل.س حيث كان في الأمس بحسب أحد أصحاب المحال 550 ليقفز 100 ل.س دفعة واحدة ويعزي ذلك إلى ارتفاع تكلفة تربية الدجاج على المربين بالإضافة إلى خروج قسم كبير منهم من السوق ما أدى إلى قلة المادة، مبيناً أن سعر كيلو كل من "الدبوس أو شرائح الدجاج" يصل إلى 1600 ل.س.
ولعل هذا الارتفاع الذي طرأ على أسعار الفروج رافقه أيضاً ارتفاع في سعر صحن البيض الذي وصل إلى 500 ل.س، وهو ما ترافق أيضاً مع ارتفاع أسعار لحم العجل ولحم الخاروف لدرجة جعلت الكثير من العائلات السورية تلجأ إلى تقنين استخدام اللحوم على موائدها، وفي هذا الإطار بينت أم أحمد أن ضيق الأحوال جعلها تشتري اللحمة بالأوقية وأحياناً اختصارها في الطبخة، في وقت لم تكن مائدتها خاصة في رمضان تخلو منها، ولكن وصول سعر كيلو لحم العجل إلى 1600، بينما ارتفاع سعر كيلو لحم الخاروف ليتجاوز الـ 2700 ل.س جعلت الكثيرين يستغنون عن اللحوم. 

أما بالنسبة للخضار الفواكه فقد طرأ على أسعار بعضها قليل من الانخفاض بينما حافظت أنواع أخرى على أسعار عالية، وفي وقت يتحدث فيه المعنيون عن أن انخفاض أسعار بعض المنتجات الزراعية ما هو إلا بداية لاستقرار السوق فإن خبراء زراعيين يبينون أن هذا الانخفاض ليس له علاقة بقدرة الجهات المعنية على ضبط السوق التي يسيطر عليها حالة من الفلتان إنما يعود إلى أن هذه الفترة من فصل الصيف تعتبر مواسم حصاد تلك المنتجات، وبالتالي من الطبيعي ان يطرأ عليها بعض الانخفاض كالبندورة التي يصل سعر الكيلو منها إلى 35 ل.س بينما يصل سعر كيلو الخيار إلى 60 ل.س، في حين ما تزال أسعار كل من الملوخية والبامية مرتفعة حيث يصل سعر كيلو الملوخية 200 ل.س فيما ترتفع أسعار البامية إلى 350 ل.س للكيلو، وهو مايدفع عزوف الكثير من الأسر عن تخزينها لمؤونة الشتاء.

ترك تعليق

التعليق