بينما النظام منشغل بتدمير البلاد.. "تدخل إلهي" يحمي موقع "إيبلا" من اللصوص

حاول المدير العام للآثار والمتاحف في نظام بشار الأسد أن يقلل من شأن إهمال النظام للمواقع الأثرية، وتركها لنهب اللصوص وتجار الآثار، معتبرا أن تدخلا "إلهيا" حدث مؤخرا وحمى الآثار السورية، في واحدة من أهم المواقع التاريخية بسوريا والمنطقة.

وبحسب مأمون عبد الكريم مدير عام الآثار والمتاحف، فإن التدخل "الإلهي"، حدث عندما عاد بعض لصوص الآثار للتنقيب والحفر غير المشروع في تل مرديخ (إيبلا) خلال الأسبوع الماضي، بعد توقف هذه الأعمال لعدة أشهر بفضل جهود أبناء المجتمع المحلي في المنطقة. 

ووفق معلومات واردة من دائرة آثار ادلب، استخدمت عصابة آثار آلية ثقيلة لجرف التربة في أحد الكهوف بهدف الوصول إلى نهايته؛ ما تسبب بحدوث انهيار أودى بحياة شخصين من هذه العصابة هما عبد الله جمعة الحمدو من تل مرديخ، وشخص آخر من قرية الشيخ إدريس المجاورة، كما جرح 5 آخرين منهم متزعم المجموعة هشام حج حمد، وعُرف من أفراد المجموعة أيضا كل من بلال شبيب وصلاح شبيب. 

ورغم الجهود الحثيثة التي بذلها أهالي المنطقة لوقف أعمال الحفر غير الشرعي في التل، أصرّ أفراد المجموعة على العبث بهذا الموقع الهام، ولوحوا باستخدام السلاح ضد من يحاول منعهم.

وقد اكتفت المديرية العامة للآثار والمتاحف بالتحذير من خطورة أعمال الحفر غير المشروع على التراث الأثري السوري، مهددة بأن كل من يمسّ الآثار سيتعرض للمساءلة القانونية مستقبلا.

ومؤخرا، وضعت "يونسكو" 6 مواقع سورية حيوية على قائمة المواقع المهددة بالزوال والخراب، بعد أن كانت هذه المواقع على قائمة التراث العالمي!.. وذلك جراء اتخاذها ثكنات عسكرية، وتواصل أعمال القصف عليها، ومن آخرها ما تعرضت له قلعة الحصن في حمص، حيث قصفها طيران النظام فدمر أحد أبراجها.

ويتخذ النظام من المواقع الأثرية أماكن لتمركز دباباته وآلياته الثقلية وجنوده، كما لا يتورع عن قصف أي نقطة أثرية أو تاريخية في سوريا، مثلما حدث في الجامع الأموي في حلب، الذي أتى القصف على مئذنته وقسم كبير منه، أو الجامع العمري بدرعا، أو بصرى الشام، أو غيرها من المواقع التي لايتسع المجال لحصرها.

وفي ظل انشغاله بقتل المدنيين وتدمير المدن والبلدات، غفل النظام أو تغافل عمدا عن حماية الكنوز الأثرية في سوريا، تاركا إياها نهبا للصوص، بعضهم محسوب بشكل واضح على الشبيحة الخاضعين لسيطرته، لضمان استمرار ولائهم، عبر ما تدره عليهم عملية سرقة الآثار من أرباح طائلة.

ترك تعليق

التعليق