تفحص فجرد فتسجيل.. ثوار الرقة يصرون على حفظ آثار محافظتهم

بعيدا عن ميادين القتال والاشتباك، ومن بين آلاف مؤلفة من المقاطع التي تركز على الأعمال الحربية أو الإغاثية، برز تسجيل مصور يظهر وجها آخر من الوجوه المشرقة لثوار سوريا، في حفاظهم على التراث الأثري لبلادهم.

وأبان المقطع عملية تخزين قطع أثرية كانت محفوظة في متحف الرقة، الواقعة تحت سيطرة الثوار، منعا لتعرض هذه القطع لأي محاولات نهب.

وبدا في المقطع صناديق تحوي قطعا أثرية وأشخاصا يقومون بما قيل إنه عملية جرد وتسليم لهذه القطع، حيث يتولى أحد الأشخاص فتح الصناديق وإخراج القطع واحدة تلو الأخرى وتفحصها، قبل أن يدون رجل آخر رقم القطعة ووصفها.

وقال الشخص القائم بالجرد إنهم أتوا من متحف الرقة، لتفحص محتويات الصناديق المودعة عند "لواء العزة بالله".

وأوضح شخص آخر ضمن اللجنة أن الآثار الموجودة لدى "لواء العزة بالله" هي على سبيل الأمانة، وحالما تتوفر ظروف الأمن الكامل في الرقة ستعاد إلى متحف المدينة، تحت رقابة هيئة شرعية.

أما الشخص الذي يقوم بتسجيل القطع، فقد أبان أن عملية الجرد والفحص تتضمن تسجيل القطع، ومطابقتها مع أصل السجل العام للمتحف.

وخلافا لكل ما يشيعه البعض عن معاداة المجاهدين الإسلاميين للتراث والآثار، تكلم شخص ملتح من "لواء العزة بالله" يلقب "أبوطلال" فحمد الله على "أداء الأمانة"، ورجا أن تبقى الآثار في أيد أمينة.
وتعد الرقة واحدة من أقدم المواطن التي سكنها الإنسان في سوريا، نظرا لوجودها على ضفة نهر الفرات، حيث كانت جميع الحضارات المتعاقبة حريصة على الاستقرار والتوسع بقرب المصادر المائية المتجددة. 

وفي آذار الفائت، استطاع المقاتلون تحرير مركز محافظة الرقة، لتكون بذلك أول مدينة مركزية تقع تحت سيطرة الثوار، ورغم فرار جنود النظام، إلا إن طيرانه لم يغادر سماء المدينة، حيث يقوم بين كل فترة وأخرى بشن غارات، تخلف أضرارا بشرية ومادية.

ترك تعليق

التعليق