"الإيكونوميست": خزائن حكومة الأسد فارغة...وخسائر النفط والتخريب 13 مليار دولار

البطالة ترتفع إلى 60%...والإنتاج يتراجع إلى أقل من ثلث مستوياته قبل الحرب

أكدت مجلة "الإيكونوميست "البريطانية، أن الاقتصاد السوري يترنح تحت وطأة الحرب التي يشنها النظام على شعبه، ما أدى إلى تراجع النشاط الاقتصادي في دمشق وحلب، أكبر مدينتين في البلاد، وارتفاع معدلات التضخم. وقالت المجلة في تقرير لها، إن معدل البطالة في سوريا ارتفع إلى 60%، كما أن خزائن حكومة النظام فارغة، وانخفض إنتاج النفط إلى 20 ألف برميل يومياً، من 380 ألف برميل يومياً قبل اندلاع الثورة، فيما تبلغ فاتورة العقوبات على قطاع النفط وأعمال التخريب بالنسبة للحكومة 13 مليار دولار على الأقل.

وأضاف أن مستوى إنتاج قطاعات الزراعة، والتجارة والتصنيع أصبح أقل من ثلث مستوياتها قبل الحرب، كما تراجعت الليرة السورية من 47 للدولار عندما اندلع القتال إلى نحو 250 اليوم. وأشارالتقرير إلى أنه في وقت مبكر من هذا العام، عندما سيطر المسلحون المعارضون على مدينة الرقة التي تحوي جزءاً كبيراً من النفط والأراضي الزراعية في سوريا، وقع اثنان من الموارد الحكومية الرئيسة في أيدي الثوار. ونقل التقرير عن جهاد يازجي المحلل الاقتصادي، ورئيس تحرير النشرة الاقتصادية «سيريا ريبورت» ومقره بيروت قوله» على الرغم من زيادة الفقر تعني أن السوريين بحاجة إلى مزيد من الخدمات الحكومية، إلا أن إغلاق المدارس والمستشفيات، بسبب القتال، خفض الطلب على الأموال».

وذكرت الإيكونوميست أن الأمور تزداد سوءاً باستمرار، ففي يوم 4 أغسطس/آب الجاري، حظر الأسد استخدام العملات الأجنبية، كما رفعت شركات الهاتف المحمول تكلفة المكالمات الدولية لجمع الأموال.
وبينما توقف إنتاج الزراعة والنفط منذ استيلاء الثوار على المناطق الشرقية من سوريا، تحاول دمشق التي كانت مكتفية ذاتياً يوماً ما، أن تقدم عطاءات للواردات وإيجاد العملة لدفع ثمنها، ومع اقتراب فصل الشتاء، يتزايد الطلب على الوقود والمواد الغذائية. ونقل التقرير تأكيد معظم المحللين أن انخفاض قيمة العملة السورية أصبح مؤلماً للحكومة، فضلاً عن نفاذ معظم الاحتياطيات الأجنبية التي بلغت 18 مليار دولار قبل الحرب.

ونقلت المجلة البريطانية عن يزيد صايغ، من مركز كارنيجي للشرق الأوسط، ومقره بيروت، إن سوريا تشهد إرساء نظام جديد يكرِّس البؤس، مضيفاً أنه يتوقع «العودة إلى الاقتصادات المحلية والكفاف، فضلاً عن سبل جديدة لكسب المال»، مع بدء النظام فى تفكيك أصوله، والسماح للموالين بالسيطرة على الصناعات وللعصابات أن تنهب، كما يتبع بعض أمراء الحرب من الثوار، وخصوصاً الأكثر حرصاً لكسب النقود من القتال، استراتيجية مماثلة.

ترك تعليق

التعليق