أين تستثمر مئات ملايين الدولارات المودعة في البنوك الخاصة ؟

كشفت البنوك العاملة في سوريا في موازناتها عن ودائع عالية  من العملة الصعبة، ومثالها بنك "بيمو السعودي الفرنسي"، الذي يمتلك حوالي 300 مليون دولار كإيداعات، الذي يفتح الباب أمام التساؤل عن مكان استثمار هذه الإيداعات.
وفقاً لميزانية البنك المذكور يمكن قراءة أنه يمتلك حوالي 50 مليون دولار من رأس ماله بالعملة الصعبة، وحوالي 300 مليون دولار إيداعات بالعملة الصعبة، ولعله الأمر الذي يبرر وصول أرباحه إلى أربع مليارات ليرة، إضافةً إلى زيادة موجوداته بمقدار 45 مليار ليرة بسبب ارتفاع قيمة الدولار، وبسبب غياب عمليات الإقراض بالدولار، وقنوات الاستثمار له داخل البلاد، يتساءل المراقبون أين يتم استثمار هذه الإيداعات؟.

نسبة الاحتياطي الإلزامي في مصرف سوريا المركزي هي 5 % بعد أن تم تخفيضها من 10 %، ليكون باقي أموال المصارف خارج إطار المركزي، ويشير خبير اقتصادي فضل عدم ذكر اسمه إلى احتمال وحيد يمكن من خلاله معرفة مصير هذه الدولارات، وهو الإقراض خارجاً، وتعليل ذلك بغياب الإقراض الداخلي على الدولار، وحتى لو كان هناك إقراض ففائدته متدنية جداً لا تتجاوز 2 %، وهنا يذكر الخبير الاقتصادي أنه في بداية العقوبات على سوريا وحركة الدولار فيها، رفضت المصارف استقبال إيداعات الدولار، وحينها كان الحديث عن أنه سيكون عبئاً على المصارف، إلى أن سمح المركزي بنقل أموال البنوك كاش في الحقائب.

ويلمح الخبير الاقتصادي إلى عملية نقل هذه الأموال إلى لبنان وفيه البنك الأم للمصرف، أو بمعنى آخر تهريبها، وبالتالي ما فائدتها على البلد؟، يتساءل الخبير، ويعزز مبررات تلميحه ذاك، بالإشارة إلى الفوائد العالية التي تمنحها الدولة اللبنانية على قروض الدولار بسبب المخاطرة العالية، أو من الممكن شراء سندات خزينة لدولٍ أخرى بهذه الأموال، جميع الاحتمالات متاحة.
وإذا ما صحت احتمالات نقل هذه الأموال واستثمارها في الخارج، فهي تلتقي مع دراسة "الإسكوا" والتي تحدثت عن خروج 12 مليار دولار من سوريا إلى لبنان.

ترك تعليق

التعليق