الغوطة الشرقية تختنق بالكيماوي.. ولجنة التحقيق في الفنادق

استيقظ السوريون اليوم على مجزرةٍ جديدة وقعت في الغوطة الشرقية، وصل عدد ضحاياها إلى الآن ما يزيد عن 1300 شهيد، جلهم من الأطفال، بعد أن استمر النظام بقصف الغوطة بالمواد الكيماوية من الساعة الواحدة ليلاً، ولم تستطع النقاط الطبية تأمين كافة مستلزمات الإسعاف.
وسقط على الغوطة ما يزيد عن 30 صاروخا من نوع أرض - أرض محملة بالمواد الكيماوية وأهمها غاز السارين، حسب ما تبين من الأعراض التي رافقت المصابين، والمتمثلة في الدوخة والهلوسة وضيق في التنفس واتساع في حدقة العين والاستفراغ.
وعملت النقاط الطبية ما بوسعها للحفاظ على حياة أكبر عددٍ من المصابين، لكن القصف بدأ والناس نائمة في بيوتها، ولم يستطع أحد إنقاذها حسب ما يقول "أبو محمد" ناشط إغاثي في الغوطة.

ويضيف أبو محمد أن من لديه حالات ربو تحسسي كان من الصعب جداً إنقاذ حياته، ولم يستطع المسعفون الدخول إلى العديد من المناطق بسبب عدم توافر الأقنعة الواقية بشكلٍ كبير، ورائحة المصابين بالغاز تبقى على ملابسهم فترة من طويلة، لا يمكن للأطباء إسعافهم ما لم يمتلكوا الملابس الواقية وأهمها الأقنعة، وحتى الآن ما زال هناك من يظهر عليه الأعراض بين الحين والآخر لا سيما الأطفال.

وإلى جانب القصف بالغازات الكيماوية، تستمر عمليات القصف المدفعي وراجمات الصواريخ، وهناك أشخاص مازالوا تحت الأنقاض.

وأعلن المكتب الإغاثي الطبي الموحد في الغوطة الشرقية نداء استغاثة، طلب فيه تأمين المواد الطبية بشكل عاجل وأهمها الأتروبين، والهيدروكورتيزون، والديكسون، ومولدات أوكسجين، وأسطوانات أوكسجين، وقثاطر، وسرينكات، وأقنعة رذاذ، وكمامات، إلى جانب أكياس الدم.

ويشير الناشط أبو محمد إلى أن الكميات المتوافرة لا يمكن أن تغطي الحاجة، فكل إصابة تحتاج إلى ثلاث جرعات على الأقل من الأتروبين، وهو غير متوفر، إلى جانب الحاجة الماسة للأوكسجين، فعدم توافر المواد يجعلنا نقف عاجزين عن إنقاذ العديد من الحالات التي تصل إلى النقاط الطبية، إلى جانب النقص الشديد في الكوادر الطبية، وسارع الناشطون إلى جمع التبرعات وتأمين االمواد اللازمة لمساعدة النقاط الطبية، وإدخالها إلى الغوطة رغم الحصار الشديد.

ونفى النظام أن يكون هناك أي مجزرة بالمواد الكيماوية شهدتها الغوطة، حسب وزارة إعلامه وناطقه العسكري، في الوقت الذي وصلت إلى دمشق اللجنة الخاصة بالتحقيق في شأن استخدام السلاح الكيماوي، لكنها لا تغادر فندق "فورسيزون" إلا بموافقة النظام.

والمناطق التي قدمت شهداء المجزرة المروعة هي كل من سقبا 69 شهيدا حتى الآن، وكفربطنا 150 شهيدا، ودوما 150 شهيدا، وحمورية 300 شهيد، وعربين 63 شهيدا، وجسرين 16 بينهم، وزملكا 400 شهيد، وعين ترما 75 شهيدا، وحرستا 5 شهيد، وتعرضت أيضاً منطقة المرج للقصف لكنها لم يسجل فيها أي شهيد إلى هذه اللحظة.

ترك تعليق

التعليق