أين المتمولون السوريون.. هذا يومكم ساهموا بفضح "بشار الكيماوي"

إذا كان الإعلام صناعة، وإذا كان صنع القرار في عواصم القرار يتأثر بشكل ما بالإعلام، فإن مجزرة بشار الأسد الكيماوية بحق أهل الغوطة الدمشقية، لايجب أن تمر أبدا من دون أن تنشر صور ضحاياها من الأطفال والشيوخ والأبرياء في جميع صحف العالم المؤثرة، أو في معظمها على الأقل.
القيام بحملة إعلامية توصل صور المجزرة المروعة إلى الرأي العام العالمي، هو اليوم واجب كل السوريين، ولكنه أوجب بحق المتمولين من أثرياء ورجال أعمال، باستطاعتهم أن ينفقوا جزءا من مكاسبهم ليردوا ولو بعض جميل سوريا وأهل سوريا عليهم، عبر إنقاذ من تبقى منهم، بإيصال صوتهم عاليا، وصورتهم واضحة غير مشوشة.

هل يعقل أن تمر مذبحة بهذه الفظاعة، دون فضح القتلة، ودون التعريف بالضحايا، ودون توضيح المواقف، لكل من لايزال يعتقد أن في سوريا حربا أهلية، أو نزاعا بين طرفين متكافئين عسكريا، فضلا عمن يظن أن "الدولة" تواجه "عصابات إرهابية" و"مجموعات تكفيرية".
هل نعتقد أن الإعلام العالمي، مهما بلغت شفافيته، و"إنسانيته"، سيتبنى قضيتنا، ما لم "ندفع"، ونضخ في شرايينه مالا، ربما يحرك ضميره، ليحرك معه كل الضمائر الغائبة والمغيبة في هذا العالم؟

هذه ليست دعوة لـ"الرشوة" و"شراء الذمم"، كما سيفهمها منحبكجية بشار الكيماوي، بل هي دعوة لمخاطبة هذا "العالم" بما يفهم، فمعظم الناس شرقا وغربا "أسرى" لما يقرؤون ويشاهدون ويسمعون في وسائل الإعلام، ولن تكون "مجزرة الغوطة" حاضرة في وجدان هؤلاء، إلا عندما يوصلها لهم الإعلام دون رتوش، أو تعمية.

لدينا نحن السوريون الصور، ولانحتاج لمزيد من الكلام والشرح، يكفي انتقاء الصور الموثقة حقوقيا، والمكتملة "فنيا"، والتوجه بها إلى مكاتب الصحف والمجلات المؤثرة، والتفاوض معهم لنشرها على صدور صفحاتهم.
نعلم أنها عملية صعبة، وقد تكون معقدة، وربما يرفض بعض وسائل الإعلام التعاطي مع الفكرة، بحجج وأعذار مختلفة، ولكن علينا نحن السوريين –كل السوريين- أن نحاول ونجتهد، وعلى المتمولين أن يكونوا في الطليعة، لأن كل ما سينفقونه من أموال على أهميته لن يعادل قطرة دم طفل بريء، أودمعة أم احترق قلبها، وهي ترى القاتل يخنق ابنها بالكيماوي.

ترك تعليق

التعليق